للجرح أغنية أخرى/عبدالله باكرمان
للجرح أغنية أخرى
توقفوا عن اللعب
لا وقت لدينا
لتقمص أكثر من دور
الكوميديا السوداء
تؤجل الضحك
وتخدش وجه السماء
الفرح تهشم صوته الأثير
تعثر بريح مثقوبة
في مساء قائظ
ينتعل رصيفا مشروخ الضمير
الغبار يطفئ الحقيقة
يلطخ التاريخ ويمضي
تاركاً ملامحه
تزيّف الهواء
وتذكرنا بالهزيمة
لا حكمة تثقب الجدار
الجدار الذي يحجب الموسيقى
عن سماء المدينة
المدينة النائمة في سرير الطعنة
الطعنة التي خدشت وجه الحديقة
الحديقة التي شاخت في الطريق
الطريق التي أكلها النسيان
للجرح أغنية أخرى
لا وقت للتثاؤب
والجلوس في انتظار الأصدقاء
على مقاعد المقاهي الصدئة
هم هناك
اتخذوا مقاعدهم
حيث يتكاثرون في الضباب
يلوكون ثرثرتهم الغبية
ويملؤون الشوارع
بالشتائم والأخطاء
كيف نشيد المعنى منهم
والمعاني في أيديهم رماد؟
كيف نعيدهم إلى جوارنا
وذاكرتهم قضمتها اللعنة؟
لن نخسر شيئا
إذا تهجينا الفراغ
بلغة مغايرة
فتحنا النوافذ
وطردنا رائحة الماضي
حتى لا تتبعها الذئاب
حينها فقط
سنشعل الأغنية
لتشرق في العتمة
1/8/2014م