في وداعِ شاعر
صباحنا الهادئُ
حبيبي
والوسنُ عالقٌ في
حنجرةِ الدوري
يقولون
ماتَ شاعرٌ
والكلُّ يطرزُّ بماءِ التبرِ
عينيه
يحمّلونهُ الرسائلَ
لأحيائهم تحت جلودهم
وخلفَ قيامةِ الأزل
يقولونَ
خيرُ الأنامِ ..شاعرٌ
يموتُ خلسةً كلَّ صباح
لأجلِ وردة تحيا في كتابْ
تنمو في عيونِ الصغارِ
وعداً أبيضَ
ومن عروقِ الكبارِ
تكبرُ إصرار
يقولونَ
ماتَ شاعرٌ
ياحبيبي ..هناك
قريباً من فؤادنا المرمي على قارعةِ الوطن
تحتَ برتقالةٍ كشمسٍ
كوجهي حينَ ألقاك
الصباحُ الهادئ
ياصغيري
تعالَ لنفرحْ هاهنا
فهو يرشي السماءَ
بقصيدةٍ مجنونةٍ
عن عشتار
ويرسمُ للربِّ
قامةَ زنوبيا ..فخراً
ويحدثُّ الملائكةَ
عن نساءِه الجميلاتِ
ليدخلَ جنتهم بغير حساب
لكنّه عبرَ الصراطَ إلى هواه
مطأطأ الرأسِ
متهدلَّ القلبِ
سألوهُ عن قدسِه وشامنا
وبغدادنا
صمتَ كثيراً وبكى
وقالَ
دعوني أموتُ الآن
......
لروحه السلام
ولأرواحنا ...