الرئيسية » » قصيدة إلى الأجيال الجديدة | عبد الرحمن مقلد

قصيدة إلى الأجيال الجديدة | عبد الرحمن مقلد

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014 | 6:38 م

وأنتَ على كَتِفَيَّ
تُحاربُ طَاحونة فى الهواءِ
وتضحكُ للغيرِ مرئي
تلحظُ ما لا أرَى
وتُحلقُ أبعدَ مني
أحاولُ أن أرتقي
كلما غَرَسَتْ قَدمَاى
بأوحالِ هذا الطريقِ
وأن أتقدمَ كى نلحقَ الركب
ـ رَكبَ الحَزَانَى ـ
أفكرُ فيك وفى روحِك الأقحُوانَةِ
كيف ستنمو غدًا ..
كأني رأيتُك يا ولدي
تتأملُ هذا النشورَ الأخيرَ
وتَسرجُ خَيلك
تلقي السلامَ على دَارِ آبائك الأولين
وترحلُ وحدَك
لا يتبعُ الجندُ آثارَ خطوك
لا ترفعُ النسوةُ السرجَ
كى تعتليه ..
كأني رأيتُك فى مَغربِ الشَمسِ
تمكث بين الدوابِ
وتُسمي النباتاتِ
تصنعُ للطَيرِ أنغامَها
وتخطُّ على الكهف
بعض علامات من سبقوك
وأوصاف من رحلوا
وكأني أراك تحددُ للنهرِ مَجرى
وترسمُ
خارطةَ وحدودًا جديدين
كى تسعَ الأرضُ
واطِئَها وبَنِيهَا ..
وها أنا أمَشِي
على النَارِ
ـ يا ولدي ـ
حالمًا بالمحبةِ والفَرحِ
الآتيينِ من البُعْدِ
قَلبِي مَشفَى ورابيةٌ للضِعَافِ
وللحَالمين..
أغنيِك أغنيتي
والنزيفُ يُطاردُ رُوحي اليبوسَ
وجَسدي يَهوي ..
وها أنا ذَا الآن
أحمل رائحتي وصفاتي
ـ وأنت على كتفيَّ
تداعبُ شعري ـ
أعبرُ بين الرُكَامِ الكَثيفِ
أرى جثثا تتعفن فى كل ناصية
وسديمًا يغطي السماء
أرَى مَنزِلي تَتهاوى حِجارتُه
والحَرائقُ تمتَدُّ..
أُغنيكَ أُغنيةَ الوَطنَ الأُمِّ
هذا الذي راعَنا أن يموتَ
وألا تحلقَ رايتُه
فأقمنا المَتاريسَ
كي ندفعَ العَدوَ عَنه
وكانت دِمَانا السَبيلَ
وكان لنا السجنُ والسُورُ
والجُوعُ والفقرُ والقهرُ ..
.....
وأنت على كتفيَّ
تحلقُ أبعدَ مِني
وتصعدُ للغَدِ
ـ تطلعُ بين رفاقِك
فى التَوِّ من خَندقٍ
وتقودُ النَضالَ وأبْنَاءُ جِيلِك
تهتفُ بالخُبزِ للفُقَراءِ
أَوَدُّ بأن تَصعدَوا ـ يا رِفَاقِ صبيىِّ ـ
جميعًا على جَسدي
وأن تَنفُذُوا للبَراحِ
وأن تَحطِمُوا السُورَ والسِجنَ ..


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.