حين غادرتُ المكانَ و لم أمتْ
علاء نعيم الغول
لكِ أنْ أكونَ كما وعدْتُ
و أنْ أموتَ على الذي قدْ قلتُهُ
و الموتُ آتٍ فليزدني البوحُ موتاً
و اتركي قلبي الضعيفَ
يقولُ كيفَ يراكِ معترفاً بأني الآن أفضلَ
ليسَ بي إلا الذي أحرقْتُهُ ورقاً أمامكِ من بقاياي القديمةِ
آهِ يا عمري المشاغبُ
لستَ لي فتطيعني فيما أريدُ
أحبُّها و نذَرْتُ نفسي كي ترى
مني الذي رتبتهُ لتكونَ لي هذا
الفضاءَ اللازِوَرْديَّ البعيدَ و كي
تحرِّرني أنا من سطوتي و تناثري فيما يحاصرُني هنا
هذا المكانُ مقدَّرٌ للاختناقِ فكَثِّري فيَّ الهواءَ
و قبِّلي شَفَتَيَّ سهواً مرةً
و عِدِي يدي بالدفءِ منكِ
و لا تخوني فيَّ ما أمَّلْتُهُ في مُقْلَتَيْكِ
أنا الغريبُ المُسْتَباحُ من المسافةِ و الحكاياتِ الغريبةِ
طوِّقيني و احملي عنِّي الجوابَ
فكلُ أسئلةِ المسافرِ غير كافيةٍ
أنا قد جئتُ مما ليسَ يُعْرَفُ
فامنحيني أولَ الأسماءِ فيكِ و غيِّبيني في حروفِكِ
مَنْ أنا يا بحرُ حتى صرتَ تتبعُني
و تطلقُ خلفيَ المِلْحَ المبللَ
كي يزيدَ الجرحَ نَزَفاً
فامسحي بيديكِ وجهيَ حينَ تجمعُنا الطريقْ.