بوصلاتٌ تائهة
علاء نعيم الغول
لا شيءَ غير البحرِ
هذا المُختفي بيني و بينَكِ
شاطئاهُ أنا و أنتِ
و للأغاني الحزنُ و الفرحُ المُدَجَّنُ كالطيورِ
و غُربتي تزدادُ حينَ يذوبُ ملحُ الرملِ في قَدَمَيَّ
أمشي حافياً في الماءِ
في زبدٍ يدغدغُ جلديَ المشدودَ
مثلَ طبولِ مَن عبروا البحيراتِ القديمةَ
كي يموتوا ثائرينَ و هاربينَ
أرى بعيداً آخرَ البحرِ المريبِ
و خلفهُ لا بدَّ أنتِ هناكَ
فاتخذي الفنارَ الأبيضَ النائي
مكاناً نلتقي في ظلهِ ليلاً
لنكملَ رحلةً أخرى لنا كالفاتحينَ و كالغزاةِ
و لا تخافي الاتساعَ أمامَنا
هي فرصةٌ لنرى الحقيقةَ و احتمالاتِ الحياةِ
على ضفافِ الحبِّ
ما عيناكِ إلا مرفأ و نهايةٌ
للبحثِ عني في مرافىءَ لم تُعِدْ لي بوصلاتِ القلبِ
فيكِ نهايتي و بدايتي
و على يديكِ نقوشُ أسمائي الأخيرةِ
ليس يعرفها سواكِ
و لستُ أرغبُ في سواكِ
و كيفَ ضاقَ الأمسُ بي من غيرِ صوتِكِ
أيهذا الحبُّ سجِّلْ في قوائمكَ الطويلةِ كم أنا أحتاجُها.