مغرياتُ المسافر
علاء نعيم الغول
أنا سأموتُ فادْفِنِّي أخي بالقربِ منكَ و بعدها غيِّرْ طريقَ البيتِ و امْحَ
حكايتي عن حائطٍ في الحيِّ و اعطِ حبيبتي ورقاً كتبتُ و لمْ يصِلْها سوفَ
تعرفُ أنني ذاكَ الذي خَسِرَتْهُ أمُّكَ و المدينةُ و الذي عرفَ الحقيقةَ و اكتفى
بالإبتسامةِ آهِ يا وجعي العنيدُ كهذهِ الصبَّارةِ امنحني قليلاً كي نرتبَ ما
اختلفنا حولَهُ و اتْركْ لذاكرةِ الذينَ حَبَبْتُهم طعمَ الغيابِ و نكهةَ البحرِ الذي
فتحَ الحكايةَ لي قديماً لن أموتَ أخي و حاولْ أنْ تعيدَ الشارعَ الطينيَّ
للبيتِ الذي أحببتُ أمِّيَ فيهِ أكثرَ و ابقِ أسئلتي على حجَرٍ يليقُ بما فعلتُ
حبيبتي هي ما تبقَّى مِنْ رذاذِكَ أيها الموجُ الفَتِيُّ لسوفَ تعرفُ أنَّ بي ما
ليسَ فيكَ من اختياراتٍ تدينُكَ بالتخاذلِ بالترددِ في اجتيازِ الرملِ شِبْرَاً
آخراً و أنا الذي سأكونُ يوماً ما هناكَ أمامَها تلكَ التي جعلتْ هوائي قابلاً
لتقلباتِ الصيفِ أنتِ جميلتي و حكايتي تُغْري كازابلانكا البعيدةَ كي ترتبَ
نفسَها للبحرِ أيضاً كي تعيدَ لنا بقايانا على مرأى من الطرقِ التي سنمرُّ
منها مُمسِكَيْنِ بِظِلِّنا و حقيبةٍ فيها استعدْنا ما يفاجئُنا معاً في الليلِ أو وقتَ
الظهيرةِ أو هنا متعانقَيْنِ على طريقِ الفلِّ أو تحتَ الندى و البرتقالةِ في الشتاءْ.