وجهٌ تحت المطر
علاء نعيم الغول
نتاشا
حينَ بلَّلكِ الشتاءُ و صارَ وجهُكِ ذائباً قمراً
تراءى لي أذوبُ أنا أمامَكِ مدركاً أني يهدِّدُني المساءُ
بقطعِ ذاكرتي و بَتْرِ علاقتي بالأمسِ وجهِكِ حين بللهُ
الشتاءُ توسعتْ عندي الخطى و وجدتُ نفسي في
اختباراتِ المسافةِ كلَّ ثانيةٍ أراني مولعاً بالإقترابِ
و لا أجيدُ البوحَ ليلاً دونَ وجهكِ في فضاءٍ لستُ أعرفُ
كيف أصبحَ لي مكاناً لا أفارقُهُ نتاشا حين بللكِ الشتاءُ
وجدتُ أني مترفٌ بكِ مثلَ ظلٍّ قاسمتهُ الشمسُ هذا البيتَ
وحدَكِ تعرفينَ كم الحياةُ بنا ستصبحُ ما نريدُ و نشتهي
هذا المَضيقُ اليكِ يفتحهُ شراعٌ واحدٌ لأراكِ ثم أقولُ عنكِ
لكلِّ هذا الصمتِ إنكِ قطرةٌ أخرى تبللُ وجهيَ المتروكَ في شرفاتِ
هذا العُمرِ ينظرُ من بعيدٍ نحو عينيكٍ اللتيْنِ أباحتا قلبي ليصبحَ
ما عليهِ الآنَ من قلبٍ يحبُّكِ صامتاً و مبللا تحتَ المطرْ.