رفاقٌ طيبون
علاء نعيم الغول
نتاشا
لي رفاقٌ طيبونَ و يعرفونَ متى ولِدتُ
و كيفَ جئنا من قرانا حاملينَ مدينةً لتصيرَ
عاصمةً بلا أبوابَ واسعةٍ و أرصفةٍ تفاجىءُ
بائعَ الكتبِ القديمةِ بالضجيجِ و بعضِ أسماءِ الحوانيتِ
التي سقطت نوافذُها مع القصفِ الأخيرِ
و كيف لم تجدِ النساءُ السوقَ مزدحماً كصالاتِ القمارِ
و معبرٍ للعالقينَ على الحدودِ بدونٍ تبريرٍ
لمن ماتوا عراةً تحتَ أعينِ مَنْ بأيديهم مواعيدُ الخروجِ
أو الدخولِ كأنهم أنصافُ آلهةٍ تبالغُ في ازدراءِ المُتعَبينَ
بدونِ ذنبٍ يوجبُ الموتَ البطيءَ و لا يزالُ الأهلُ
ينتشلونَ أنفسَهم من العرقِ الذي يحتاجُ
أياماً ليبردَ عن جلودٍ لوحتها الشمسُ
يا هذا المكانُ المرُّ طعمُكَ عالقٌ في الحلقِ
يسلبُنا المذاقَ الحلوَ يجعلنا نقاتلُ كل َّ يومٍ
ألفَ ناقلةٍ لجندٍ أو لموتى ذاهبين إلى
النهايةِ آخذينَ صباحَنا و مساءَنا و الوقتْ.
من مجموعة إلى نتاشا مع خالص الحب