الرئيسية » » ثلاث واحات | عماد الكيلاني

ثلاث واحات | عماد الكيلاني

Written By Unknown on الخميس، 30 أبريل 2015 | 3:57 ص


عماد الكيلاني

ثلاث واحات

واحة الاغتراب
----------------
يتحرك الزمان الغبيّ 
ويلقي بنا في مهاوي الردى
نخرج إلى مكان لم نعرفه
ولم نعرف فيه أي حدا ...
نقضي سويعات وأيام سدى
لا ندري ماذا جرى ؟
سوى اننا اكتوينا بنار الكرى !
حين يخيّم الليل بكل الهموم
والسكون بالمكان وتبكي النجوم
تصيبنا لمحة حزن وحالٌ من وجوم
نشتكي لبعضنا جريرة البعاد
والليل يسمع انّاتنا وصوت السهاد
يسرق بعض وقتنا كي يعتاد 
تراودنا احلامنا والوقت يشتهي الوداد!
تمتدّ واحة غربتنا يوماً ثم شهراً ثم عام
يزيد البعد فينا قهراً والحياة سِخام
نبكي نشكي نحكي ولا نُلام !
تمر السنينُ تلو السنين 
ولم يزل يقتلنا الحنين
نتيه في المنافي كاللاجئين
أو ربما حيارى تائهين !
ملعونة أيام الاغتراب الحزين !
لم نزل نمارس ذات الخطيئة
بل تعودّنا على الاغتراب 
كأنها صارت ذنباً او رذيلة
مالنا في بلاد الاغتراب حيلة
سوى الصبر
وهل في الصبر آية او حكمة نبيلة؟
صدقوني تلك غربة لا تزال مسيئة
تركونا في عباب البحر كسفينة بلا شراع
كفارس بلا سيف بلا حصان بلا قينقاع !
تلك طليعة الاثام اننا قبلنا الاغتراب
سعينا خلفَ ماه وجاهٍ كله سراب!
إيهٍ يا سنين العمر غرقى بالعذاب
إيهٍ يا أيام التي اشتهت راحة بعد غياب
تمنّت هدوءاً تلتقيهِ دون شك وارتياب!
جمعنا المال
وتغيّرت الاحوال
فسيح ذلك المجال
تكثر الاسئلة عنا
ويكون وحدهُ المجيب
نعود إليه الحكاية 
نبحث في الاجابة
ثم نشتهي ان نغيب!

واحة الحب
--------------------
وتلك أحجية أخرى مشيناها على حافة الدرب
منذ فورة الشباب والصبايا ملء العيون
لا ننام نسهر نداعب الصورة خلف الجفون
نحلم بمن سنلتقي او بمن سوف يكون
هو حبٌّ أسميناهُ لكنه في الأصل الجنون!
نكبرُ بعد رشاد العقل نبحث عن حبيب
فأوّل الخطواتِ اجتذاب الروح قبل النصيب
وتفاعل بين القلوب لعله يأتي بالقريب !
امّا الشفاه فإن تحرّكت فتلك عين الصواب
تملأ الحوافّ بنبض الحروف كي تعطي الجواب
تقول اذا اقتربنَ حبيبي وهل يكفي العتاب!
انا من انتظرتكِ عمراً وقلبي غارق باللهف والاشواق
امضيتُ من عمري السنين أبكي على الفراق
كم مرة رسمتك في خيالي وحضرتِ في الاوراق!
وعند اكتماله البدرِ ليلة النصيب يعلو الصوت يحين الانعتاق!
كم مرة تتردد يا فتى قبل ان تجيب
اسئلة تهطل كالغيث وأنت لا تستجيب
تستحي تارة تهرب من جواب عن حبيب
والنار تحرق كل اوراقك 
والاكفّ في عنان السماء تدعو ان الفرج يأتي القريبْ!
يلتقي العاشق تارة بنفسه وتارة بالحبيب
تتمازج القبلات نار الهوى بالشوق تُذيب !
يتعانقان فيكتويان بالنار وشمس الحب لا تغيب!

واحة العمر 
-------------
أوهُ يا عمراً له تراتيل اوحت بها السماء !
تمضي بنا سفين العمر في عباب الرحاء
تبحث عن مراسي توقف النزفَ والعناء !
كم مرة سألنا ربّانه السفينة عن اتجاه الاداء ؟
كم تمنّيناهُ يوقف سيرهُ ويحين موعد اللقاء!
عددنا عمراً سنيناً 
فإذا بالسنين توقفنا
وإذا بها السنينُ ترجونا
تعاود حزنها تنادينا
كفاكم عدّا فساعة الرحيل دنت
او لربما التجديد لعيشة اخرى
او ربما الخلاص من أسى العمر
تحرقنا السنينُ بالجمر!
تلك احجية الحياة 
تلك غاية المنى
نرتجي راحة البال بعد طول العتاب
نسعى لنستريح من ذلّ الغياب
العمر منكسرٌ في قلوبنا بموعد الإياب!
يا له العمر
كم ظلّ حتى نستريح
نعيش زماننا 
ولا نرضى غيرنا
تحاسبنا ارواحنا
عجيب زماننا!
يا وحة العمر متى الرحيل
متى يعلو صوت البكاء
او لربما صوت العويل!
فالليل طال ودربنا طويل!

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.