علاء نعيم الغول
سلوا كؤوس الطلى
لا الريحُ تُلقي بي بعيداً
لا و هاتيكَ النوارسُ لن تقابلَني هناكَ
و لن أظلَّ مشتَّتاً بينَ الفراغِ و بينَ خوفي
من مواجهةِ الفراغِ و بين جرحي و التعلمِ من ندوبٍ
لا تزالُ على ذراعٍ في قميصٍ نصفِ كُمٍّ لم يكنْ للحرِّ
أصلاً حين يأتي الليلُ تسألني الحبيبةُ عن بقايا عقربٍ
جرَّتْهُ أنوارُ المساءِ بلا دقائقَ للفراغِ المستبدِّ
و في شفاهِكِ لمعةٌ ما أدفأَ الفوضى بها و بقيةَ الثَّمَلِ
السَّلافيِّ المعتَّقِ فاسمعي معيَ القصيدةَ و الغناءَ
(سلوا الطِّلى و كؤوسَها) و استقبلي مني عناقاً وارفاً
كالظلِّ يأخذُنا صباحاً أينَ منِّي الآنَ وجهُكِ و المكانُ
و مقعدٌ و أمامنا البحرُ الطريُّ و مغرياتُ الارتخاءِ بلا حراكٍ
فوقَ عشبٍ باردٍ و الشمسُ تَرْقِينا بملمسِها البدائيِّ
المنزَّهِ عنْ نفاقِ الليلِ في أيَّارَ و الصيفِ الذي لم يأتِ بعدْ.
من مجموعة حدث بعد نصف الليل
الاشارة في العنوان لأغنية السيدة أم كلثوم سلوا كؤوس الطلى من كلمات أمير الشعراء أحمد شوقي