علاء نعيم الغول
قطعة السكر
في الليلِ أنتِ و فيه أنبتُ منكِ أولَ شجرةٍ
عرِفَتْ متى يصلُ الهواءُ إلى الشفاهِ محمَّلاً
بتنهداتٍ حين تَعْرَى تنتهي بيني و بينَكِ في عناقٍ
وارفٍ كالظِّلِّ مشتدٍّ كوخزٍمؤلمٍ يسري عميقاً
فاتحاًجرحاً لأول نسمةٍ و الليلُ قطعةُ سكرٍ
طرفُ اللسانِ يذيبُها شهداً رضاباً
فارشفي دفءَ المسافةِ و املأي منهُ العروقَ
تواطئي مع طولِ شعرِكِ و اجعلي منهُ الممرَّ إلى عوالمَ
جدّ مدهشةٍ نراها حين نقفلُ كلَّ هذا الليلِ بالشمعِ
المذابِ على نوافذَ شبه هادئةٍ لهذا الليلِ أقفالٌ من الخشبِ
القويِّ نفكُّها وقتَ احتراقِ الصمتِ بالقُبَلِ الأخيرةِ
و اندثارِ الباقياتِ من الرسائلِ تحتَ أغطيةِ الأسِرَّةِ
و الملاءاتِ الرقيقةِ أيُّ بحرٍ سوف يجعلُنا أقلَّ تأثراً
بالوقتِ و هو يجرُّنا شيئاً فشيئاً نحو بهوٍ واسعٍ
يحتاجُ منا جرأةً أخرى لنملأهُ انتظاراً آخراً.
من مجموعة حدث بعد نصف الليل