الرئيسية » » كنت احاذر أن يُحدث حذائي الجديد | عناية جابر

كنت احاذر أن يُحدث حذائي الجديد | عناية جابر

Written By هشام الصباحي on الجمعة، 29 مايو 2015 | 1:59 م

كنت احاذر أن يُحدث حذائي الجديد أي صوت يُثير بلبلة الموسيقى المتصاعدة برّقة ، فيما أحكمت عناية قفل أزرار قميصها الأبيض في البروفات التي كانت تجريها ،فبدت كتلميذة تُلقي نشيداً أكثر منها مغنية . تُغنّي رافعة رأسها الى اعلى وكانها تحاول تذّكر شيء ما 
، ثم تُزيح بين لحظة واخرى خصلة من شعرها الغزير بعيداً عن جبينها المتعرّق .
عندما أعاود قراءة هذه الفقرة من المذكرات التي تركها ابي المتوفي ، تُبلل الدموع وجهي . ما السّر في ان جزئية فرعية من ذاكرته ، قد اصبحت في يومياته نواة ذكرى راسخة حملها معه حتى لحظة كتابته ؟ في سرده حزن غريب مشتبك مع هذه الذكرى تحديداً . من جهتي وفي أثناء البروفات ، أذكر الملمح الجانبي لوجه ابي وهو يتفقّد المسرح ، نظرته منشرحة ، مضيئة ، منتبهة في زخم دورانها ، وذلك التجلي النادر للرقة . ربما مرّ الكثير من الوقت على هذه اليوميات ، لكنني أقرأها اليوم شفافة وفورية ، في المذاق الثري لإسترجاع صورة هذا الأب الذي حظيت به ، على نحو لايمكنني سوى مزيد التحسّر على رحيله .

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.