الرئيسية » » قماش العفة مزقته الفاحشة | عبد اللطيف رعري

قماش العفة مزقته الفاحشة | عبد اللطيف رعري

Written By هشام الصباحي on الجمعة، 12 يونيو 2015 | 5:36 م


قماش العفة مزقته الفاحشة



على حافة ما تبقى من الالوان
نشرت دلال البياض على الجدران
وأزحت شامات السخرية من بوابة الامل
على عتبة الصباح
تصلّبت قوافي النهر في غناها
فألصقت صراخ الصمت بشتات القبل
ونالتْ من ومض العيون سحر الكلمات
هناك على مرتفع الشجون  تملّصت الالوان من فرحها
وراحت تغزل لغة البيان على صدر أقحوانة
كان الليل يطاوعها بالبيات
فلما شاخت من حولها التعاريف أسقطت بحلمها أرضا
واهتدتْ بقاموس العتاب للأفول الاخير
هناك على محمل الهموم بكت امرأة عقمها الوحيد
وأرْدت قتيلها على صفائح حارقة
وغالت في عيبها تناديه العديم ابن العديم
 فحين زارتها نزلة الرعب خانها الصفير
فسلمت ساقيها للهزيع وحبلها للوريد
هناك خارج عدمية العناوين
بين الحلم والاحلم ,,,,
بين اللون والالون ,,,,
تولد الفاجعة من رحم الصخور
وتعلو  على الانوف شدائد الغزاة 
وتسقط بين الصبح وآخر النهار ابتسامة
فإذا الوجوه تكدّرت وغاب ماؤها عاد لليل ليلاه
وتحجّبت فراشات الهوى وراء الحفر
وتذمرت أكواب طافحة بإكسير الحياة
بين الاعتاب العامية والشريفة
فخابت الظنون صفراء تحت شبابيك الشهور
وعاد رحيق المنسيات مطلا يسابق دموع العيون
وعادت رايات الريح تشكو دماء المجهول
من ينتظر سفينة ورقية تعبر البحور إلا صبي
ومن يبتسم لكتاب ذكريات تأكله النار
 إلا مثلي في الجنون
ومن تمر زهرة ذابلة امام عينيه تجرفها الاقدار
 نحو ملهاه ويوليها الادبار
غير ناكر لفرحة عيد الميلاد                                              أنا أيتها الالوان الباهتة قرأت آخر صفحاتك على عجل
وعرضتها عارية على جبل
فأسكنها الربع الاخير من الحزن 
ومنذ الحين وعيناي ترصد ميلاد ربيع جديد بلون وحيد
على عتبة الصباح تفرّدت أصابعي بشلل
وتلعثم لساني سرائر مكنون ساقط
خاط قماش العفة بتآويل فاحشة 
وتلاشت خطواتي مواطئ الامام مائلة
تجاري مسنون البقاع
خيالات راقصة على سواد عرته أشجار ظلت واقفة
تحرس عتمة الغابة
والعاقرة من فصيلة آخر الليل
تجر جثة صفاء الروابي الخضراء من قفاها
ولا مكان لدفنها,,,
 لا مكان لي بين المستنقع وبين كرنفال الدخان
لا مكان لي للحلم
لا مكان لي للون 
يتْم على ريق الصباح
احتضار في وسط الطريق
وموت كما لا نشتهيه بعد الاصيل
أهلا بالصخرة الولادة وفترات الميلاد
فاجعة...فاجعتان...ثلاثة...
فالقلب صار حجرا   


     عبد اللطيف رعري/مونتبوليي/فرنسا                              
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.