هل في الأرض مثلم أيها العرب؟ | عماد الكيلاني

فهذي فلسطين التي ضاعت بسيوفٍ من خشبْ
والقدس تصرخُ ألفَ عامٍ أين أنتم أيها العرب ؟
والمسجدُ الأقصى الأسيرُ يرتادهُ الآن من غلبْ
وتلكمُ الشام جراحُها والدماءُ أنهارٌ تجري باللهبْ
تضيعُ حكايةُ التاريخِ بأيدي الذئابِ ومن جلبْ
وتمزَّقت البلاد بطولها وبعرضها وكلّهُ قد نُهِبْ
لم يبقَ في أرضها بشرٌ فكلهم موتى أو بالمغتربْ
والعراقُ جريحةٌ يسودها الآن جاهلٌ ومغتصِبْ
بغدادُ قد أجدبت أشجارها، وأطفئَت أنوارها من عجبْ
قد أصبح القتلُ والتدميرُ سيرةٌ تاريخها يضنّ بمن وهبْ
يطلُّ كلَّ يومٍ على أطلالها التتارُ فيفتكوا بلا سببْ
فلا ظلّ أرضٌ ولا ناسٌ لا مسجدُ ظلّ ولا حتى الكتبْ
أبوابها أقفلت بوجهِ الدينِ والإيمان، من بها لهم الغلبْ

أراهُ الآن أمامنا حاكمٌ مخزيٌّ متملّقٌ يدّعي أنه من النسبْ
ونرى هذا البطشُ والطغيان والقتلُ والتدميرُ ونيرانُ اللهبْ
يا عاركم أيها الذين يوماً صرختم وقلتم إننا نحن العربْ!