الحداد
.
مسحراتي وصنعتي حداد
يا مهوّن الليل والشقا يا رب
لو كان بينطق كان جاوبني الجماد
ماضي الزمان كان الحديد له قلب
بيحس بالإيد اللى بتربّي
ويحن ليها زي إبن وأب
.
دار الزمان.. والدنيا قسّايه
صبح الحديد بيلاوع
ولا عمره بيطاوع
غير تحت عزم المطرقه والنار
.
مع صبر أرباب الهمم والعزايم
صبح الحديد شباك يلاقي حبيب
وكوبري بين الضفتين مشدود
زى الوتر ع العود
في البرد يحكي ذكريات النار
.
صبح العرق قضبان سكك ممدود
وعجل على الوادي الأمين دوّار
.
وعمود ينادي عمود
طول الطريق بيونّسوا المشوار
.
يا سلك يا ممدود بطول النيل
بين البلاد بتبلّغ المراسيل
ولاّ بتنسى عشان بقينا كتار
.
يا رب صلّي وسلم ع النبي المختار
وعلى نبيك داود إمام الحدادين
اللي جعلت الحديد ما بين صوابعه يلين
وجعلته آيه فى الكتاب تجمَعنا
.
ولو حياتنا ليل نهار فى النار..
يوم القيامه حندخل الجنه
بإذن العليم
.
صبرنا ويّا الشقا .. والفجر بيشقشق
علشان حديد سور الجنينه يورّق
زي الغصون ويفتح النوار
.
يا عزم قلبي .. ولاّ عزم إيديا
يا حدادين إمتى العرق كان ميّه
أنا اللي ماشي أنادي ع النايمين
بين الحواري سمعت بعينيا:
مقبض حديد ع الباب
وحِدوه مبريه
وإبره جُوّه الدرج مرميه
.
وسلسلة بحَّاره
دارت علـى كل المواني
ورجعت الحاره
ع الكوم مصديه
.
وسيف حزين
كان فى ميدان عابدين
مش باقي منه إلا حبة رنين
وكلمه حماسيه
.
وتروس قديمه نايمه وسط الخُرده
بصيت عليهم قالوا بنشَبِّه
كنا في بيتك ساعه ومنبه
.
بالطبله دقه وبقلبى دقه
ياللى سامعنى ما تقولش لأ
.
يا رب إجعل ضميري وصوتي زي بـلال
غنـوة محبـه وأمـل بتجمّــع العمـــــال
بين الدخان والعرق والصهد قلنا يا رب
هوّن علينا الشقا.. وارزقنـا رزق حلال
.
اصحى يا نايم
رمضان كريــم
.
(من ديوان المسحراتي 1987)