حبٌّ على طريقة دون كيشوت
علاء نعيم الغول
لو كنتُ أقدرُ ما انتظرتُ لكي أفكرَ مرتينِ و ما استمعتُ
لأي صوتٍ ليسَ يعرفُ كم أريدُ الآن أن ألقي بنفسي فوق
صدرِكِ تاركاً خلفي طريقاً لا ملامحَ للحياةِ على جوانبِهِ أمُدُّ
يديَّ نحوكِ من وراءِ ستائرٍ مسدولةٍ فوقَ المواقيتِ العنيدةِ لامساً
بهما هواءَكِ مدركاً أني أحبُّكِ حاملاً رمحي أفتشُ عن طواحينِ
الهواءِ لكي أحاربَ ظلَّهَا و أدوِّنَ السهرَ الطويلَ على صهيلِ الليلِ
في ورقِ القصيدةِ أشتهي يوماً بقربِكِ أستعيدُ بهِ طيوراً هاجرتْ
منِّي إلى ما لستُ أدري ليتني وحدي فأحفرَ في فراغِ العمرِ
أولَ معبرٍ لأكونَ عندَكِ حاملاً حلمي إليكِ و ناسياً وجعي لأبدأَ
هكذا متحرراً من كل شيءٍ من وجوهٍ أنكرتْني مرةً و توقعاتٍ لم
تطاوعْ رغبتي و مسافةٍ لم تعطني غير التشردِ أنتِ حُبِّي دونَ
توقيعٍ على ورقِ الرحيلِ هنا أراكِ وثيقةَ السفرِ الذي أشتاقُهُ
لمسافةٍ أخرى نكونُ معاً بعيداً دونما قلقٍ على لونِ الفراشةِ
و انحسارِ الثلجِ عن فَرْخِ الإِوَزِّ و أنتِ لي هذي الحياةُ و ما أُحِبْ.