عطرك
عبد الحميد بشارة
الآن ... ومع دخول الليل يتسحب في خفة كاللحن الجميل الشادي المطرب ، بهدوءه وسكونه ووداعته اللطيفة ، أتذكرك ...
وهل الليل إلا أنت ...
وهل أنت الا ليل يأتي علي النفس الثائرة فيعمل فيها عمل المطر المرسل علي نار مؤججة ، ثم لا يدعها حتي تهدأ ألسنتها وتتبدد أدخنتها ثم تنثر في سماءها عطر كعطرك ...
وآه من عطرك سيدتي ...
لازلت أنتشيه ، لم يفارقني ، كأن ذكراه بداخلي سحابة ماطرة ترسل زخاتها علي قلبي الملتاع ، فلا تدعه الا وكأنه زهرة ربيعة متفتحة ندية رقراقة بهية زاهية بديعة ...
وآه لك ... أي عطر كان ، فلا أحسب أن لو أريد لسحْر السَحَر وجماله وفنونه أن يكون كشئ أو في شئ لكان هذا العطر في زجاجة هذا العطر ...
وكأن هذا العطر معبأ من غيمة في صبيحة يوم في الجنة ...
فكم من معني يبعثه هذا العطر في نفسي ، وكم من خيالات يضعها في عقلي ، وكم من آماني يرسمها لنا في قلبي ، وكأن هذا العطر في أعطافك رسول الحب الصادق من قلبك إلي قلبي ، وابتسامة صافية من روحك النقية الي روحي ...