إرشاداتُ ما بعد الليل
علاء نعيم الغول
ماذا سيفعلُ بي أخيراً قلبي المخفوقُ بالوجعِ المعتقِ
مثلَ أخبيةِ النبيذِ و مثلَ حقدِ الثائرينَ على طغاةٍ يسلبونَ
العُمْرَ من أنفاسِنا يا قلبُ لا تعبثْ بعيداً أنتَ غِرٌّ لم تجربْ بعدُ
أولَ أغنياتِكَ تحتَ نافذةِ الحبيبةِ لم ترتبْ مرةً سهراً هناكَ كما قرأتَ
على جدارٍ في الطريقِ و لم تراعِ الوقتَ في تزيينِ شرفتِها بلونٍ آخرٍ
و فقدتَ أسماءَ الفصولِ و قلتَ أشياءً بلا معنى و أنتَ الآنَ تعرفُ كم
لها عندي الذي لا ينبغي التجريبُ فيهِ فكنْ مثالياً و عِدْني أنْ تظلَّ
كما اتفقنا هادئاً كشفاهِها متورداً كالخدِّ منها صامتاً كعيونِها
قبلَ العناقِ و مرهفاً كالحسِّ في أنفاسِها متنازلاً عن خفقةٍ لتُريكَ من
دقاتِها معنى اللقاءِ على وسائدَ بيننا متورطاً في البَّوْحِ مسلوبَ الترددِ
كي تُمَهِّدَها لتفتحَ قلبَها من دونِ أنْ تهتزَّ نبرتُها بلعثمةٍ تبررُ صمتَها
و افرشْ لها هذي الأرائكَ و اسكبِ العطرَ الذي سيفوحُ من أعطافِها
إنْ مالَ مُتَّكَأٌ بها يا قلبُ و ارفقْ بي أنا أحتاجُ منكَ الإعترافَ لها بما
يكفي لتعرفَ كم أنا أحتاجُها رغم المسافةِ و احتقانِكَ بالحنينِ لضمَّةٍ.