الرئيسية » » كَانَ لِلأشْجَارِ ثَمَرْ | عماد أبوهاشم

كَانَ لِلأشْجَارِ ثَمَرْ | عماد أبوهاشم

Written By Unknown on الاثنين، 8 سبتمبر 2014 | 12:07 م



كَانَ لِلأشْجَارِ ثَمَرْ
عماد أبوهاشم 




أرْسِلُوْا مَنْ يُخَبِّرُهَا
ألَّا تَنْتَظِرْ
فَالأَرْضُ بِأيَّامِهَا رَحَلَتْ
والحُبُّ انْتَهَىْ
بِيَدَيْهَا انْتَحَرْ
والشَّمْسُ مَدَارَاتُهَا أفَلَتْ 
واسْتَقَالَ القَمَرْ
لَمْ يَعُدْ فِىْ اللَيْلِ نَسِيْمٌ 
تُدَاعِبُهُ أوْرَاقُ الشَّجَرْ
رَحَلَ السُّمَّارُ
وَحَلَّ الخَوْفُ
فَلَا أشْعَارٌ
ولَا ألْحَانٌ
ولَا أخْبَارٌ 
ولَا لَيْلٌ و سَمَرْ
###############
أيْنَ دِفْءُ الحُبِّ 
هُنَالِكَ فِىْ أمْسِيَاتِ الشِّتَاءِ
و أيْنَ الحَرَارَةُ عِنْدَ اللِقَاءِ
و أيْنَ كُئوْسُ الشَّاىِ
وأوْعِيَةُ السُّكَّرْ
أيْنَ رَائِحَتُهْ
نَكَهَاتُ اللَيْلِ المُبَلَّلِ فِىْ قَطَرَاتِ المَطَرْ
أينَ قُفَّازِىْ
وعُطُورِىْ 
أفِىْ مِعْطَفِىْ مِنْ شَذَاهَا أثَرْ
أيْنَ قَلْبِىْ الذِىْ كَالزُّجَاجِ 
تَصَدَّعَ فِىْ غَفْلَةٍ
وانْكَسَرْ
أيْنَ أشْيَائِىْ
وبِهَا 
مَسْفُوحُ دِمِائِىْ 
وأشْلَائِىْ 
بالرّمْلِ اخْتَلَطْ
أيْنَ جِلْبَابِىْ
ومُصَلَّاتِىْ
أيْنَ مِسْبَحَتِىْ 
عِقْدُهَا 
مِنْ يَدَىَّ انفَرَطْ
أينَ أحْلَامِىْ
أوْقَفُوْهَا
ومِنْ ظَهْرِىْ
ألْفُ سَهْمٍ تَغْتَالُهَا
قَدْ عَبَرْ
###############
مُنْذُ أعْوَامٍ 
والمَثَانِىْ 
إلَىْ نِصْفَيْنِ اقْتِرَانَاتُهَا
تَنْشَطِرْ
مَنْ يَقْرَأُ 
مَنْ يَسْمَعْ 
مَنْ يُدْرِكُ حَجْمَ الخَطَرْ 
مُنْذُ أعْوَامٍ
مَنْ مِنَّا غَضِبْ 
والنَّهْرُ 
بِلَا شُطْآنٍ يَفِرْ
يَتَسَوَّلُنَا عُرْيَانًا
بِلَا مَنْبَعٍ
أوْ مَصَبْ 
حَسْرَةً يَحْتَضِرْ 
فاسْألُوْهَا
هَلْ أدْرَكَتْ بَعْدُ
أنَّ المِيَاهَ مِنَ الصَّعْبِ أنْ تجْرِىْ 
مَرَّةً أخْرَىْ فِىْ مَجَارِيْهَا
والأقْمَارَ مِنْ دُوْنِ الشَّمْشِ لَا تَزْهُوْ
فِىْ لَيَالِيْهَا
والعِيْسَ بِلَا حَادٍ 
تَفْنَى فِىْ بَوَادِيْهَا
والعُطُوْرَ رَوَائِحَهَا 
لَا تُشَمُّ 
إذا بَقِيَتْ فِىْ أوَانِيْهَا
والأَشْجَارَ مِنْ دُوْنِ الرِّيْحِ قّدْ عَقِمَتْ
وغَدَا طَرْحُهَا ذِكْرَىْ
يَتَسَاءَلُ أوْلَادُنَا عَنْهَا
فَنَقُوْلُ لَهُمْ :
كَانَ لِلأشْجَارِ ثَمَرْ
################
أخْبِرُوْهَا 
حَتَّىْ لَا تَنْتَظِرْ
فَالسَّمَاءُ مُلَبَّدَةٌ بِالْغَيْمِ
و فَوْقَ الرُّبَا جَدْبٌ
والهَوَاءُ اشْرَأبَّ
ومِنْ حُزْنِىْ
قَدْ غَبُرْ
والمَهَا صِيْدَتْ 
واسْتَخْلَفَ آجَامَهَا
وحْشِىُّ الحُمُرْ
والخَنَازِيْرُ والقِرَدَةْ 
وشِرَارُ البَقَرْ
################
أخْبِرُوْهَا
بَأنَّ اللَيْلَةَ كَالبارِحَةْ
الطَّهَارَةُ
مَا عَادَتْ طَاهِرَةْ
والقَاهِرَةُ 
مَا عَادَتْ قَاهِرَةْ
جُثَثُ الكَلِمَاتِ 
تَعَفَّنَ مَعْنَاهَا
والشَّيْطَانُ
فَوْقَ نَجَاسَتِهَا
قَدْ حَضَرْ
قَطَرَاتُ النَّدَىْ
طَعْمُهَا
مِلْحٌ 
أوْ كَدِرْ
################
إنَّهَا اعْتَادَتْ ألَّا تَخْتَصِرْ
أنْ تَقُوْلَ انْتَصَرْتُ
و لَمْ تَنْتَصِرْ
سَوْفَ تَبْكِىْ 
وتَحْلِفُ أنَّ الصِّدْقَ بِمَا قَالَتْ
وتَقُوْلُ لَكُمْ عَنِّىْ : إنِّىْ ظَالِمٌ
أمَّا هِىَ 
مَا ظَلَمَتْ إطْلَاقًا
ولَا خَانَتْ 
تأفِكُ الحَقَّ 
ثٌمَّ تُصَدِّقُ إفْكَ الذِىْ قالّتْ
سَتَسُبُّ القَضَاءَ
وتَلْعَنُ حُكْمَ القَدَرْ
وتَقُوْلُ : خَلَوْتُ بِهَا
فَاسْألُوْا أيُّنَا الخَالِىْ
أيُّنَا نَقَضَ العَهْدَ مِنْ زَمَنٍ
وارْتَدَىْ ثَوْبَ أغْوَالِ
أيُّنَا بِالآخَرِ ظُلْمًا غَدَرْ
الحَقَارَةُ ذَنْبٌ لَا يُغْتَفَرْ
فَلِذَلِكَ مَرْفُوْضٌ مِنْهَا
أنْ تُبَرِّرَ أوْ تَعْتَذِرْ
###############
إنَّنِىْ مُرْغَمٌ ألَّا أنْتَظِرْ
أوْرَاقُ دَفَاتِرِنَا 
تَتَسَاقَطُ فِىْ طُرُقَاتِ المَدِيْنَة
والكَنَّاسُ يُلَمْلِمُهَا
مِثْلَمَا أوْرَاقِ الشَّجَرْ
لَنْ تُزْهِرَ أيَّامُنَا 
فِىْ خَرِيْفِ العُمُرْ
أسْرِعُوْا
فَالأحْزَانُ تَحْرِقُنِىْ
وبِنِيْرَانِهَا تَحْتَرِقْ
والحَرْفُ تَوَارىْ
وفِىْ لُجِّ مَعْنَاهُ 
قَدْ غَرِقْ
الآنَ تَحَتَّمَ أنْ نَفْتَرِقْ
فَتَوَخَّىْ الْحَذَرْ
واحْتَاطِىْ
إنْ يَوْمًا مَا تَصاَدَفْنَا
مِنْ تَلَاقِىْ البَصَرْ 
هَكَّذَا الذِّكْرَيَاتُ التِىْ بَقِيَتْ
كَالرَّمَادِ حِكَايَاتُهَا
تَنْدَثِرْ



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.