حُـلـم و كـون و زمـن
عــلــي تــونــســي
مِـن بَـيـاض لـيـلِـي ..
أرقـي ..
سـؤلـي..
مِـن حُـلْم خِـلـتُـهُ حُـلـمـاً مِـرارا :
طًـرَقـتُ الـوجـود،
جـمـيـع أبـواب الـوجـود عَــنْـك،
حـتـى سـألـتُ الـعَـدم ...
* * *
فـي حـلـم خِـلـتُـه حُـلـماً و أيّـاك
نَـفَـسـاً ..
و نـسـيـمـاً ..
و شَـدُوَ نَـغَـمْ ..
حُـروف مـاءٍ ..
و أسـراراً ..
و قـلـمْ ...
تَـجـلّـى الـكَـون هـائـلاً فـي اللاكَـون..
و الأزمـانُ كـانـت دومـاً ـ لازَمَــنْ ـ ؟!
* * *
عـنـك سـألـتُ ذَرّات الـهـبـاء،
قَـبْـلَ الـتّـكَـوْكُـبِ ..
و قـبـل السّـمـاء،
حـيـن تـنـاسلَـتْ حَـبّـات الفـيـافـي:
بُـروجـاً و أفـلاكـاً و نُـجـوما ..
طـبـقـاتٌ..
مِـن تـحْـتـهـا طـبـقـاتْ ..
و سـمـاءٌ ..
مـن فـوقـها سـماواتْ..
و بـِحـارٌ تـنـاثـرت كـالـردادِ
دُرًراً..
و دمـوعـاً ..
مِـلأ الـفـضـاء.
* * *
فـي حُـلـم خـلـتـه حُــماً مِـرارا:
أسـأل نَـفْـسـي ..
و نـفْـسـي تـسألـنـي ..
مَـنْ أنـا..
مَـنْ نـفْـسـي ..
و مـن تـكـونـيـن ؟! ...
أقَـبَـسٌ أنـت مِـن شُـعـاع الأصـيـل،
أمْ رفـرفـاتُ أسيـلٍ مِـن حـَريـر،
أم نـسْـمـة الـحـيـاة عَـبْـر لأثـيـرِ
لا مـسَـتْ أوثار حُـزني و سـروري:
فـانـتـظـم الـحُـلـمُ كَـوْنـاً ..
كـمـصـيـرٍ..
مـوغِـلٍ ..
فـي قـرارٍ غـامِـضٍ مـكـيـن؟!
* * *
فـي حُـلـمٍ خِـلـتُـه حُـلـمـاً مِـرارا:
أطـيـارُ الـهًـوى تُـشَـيِّـدُ أوكـارا
فـمـجـرّات ..
فـهـبـاءً مـنـثـورا...
وُجـوداً سـابـحـاً فـي خـيـال الأزَلْ
مُـتـنـاسِـلاً ..
خـصـوبـاً كـالـعـذارى
فـي ثُـنـائـيّـة الـفـنـاء و الـبـقـاءْ
كـنـواة اللاكـوْن و اللازمـنْ؟!
فـيَـبْـقـى الـسـؤال مَـدارا لِـلـحـَيـارى ...