هو ذا أبي
عماد الكيلاني
عند ساعة الفجر ينهض ...
يصلي طويلاً ويدعو الله
يجلس كي يستريح
يعانق روحه التسبيح
يكرر أدعيته مع انبلاج الفجر
تغادر الهموم من عينيه عند السحر
يحاول ان يخفي دمعتين
ومقلتيه تحملان بؤس السنين
يجلس قرب المدفأة
فالجو باردٌ والجسمُ نحيل
أنهكه المرض
والمكان والاريكة ورائحة القهوة
والصور الكثيرة
وحبّات المطر تتهاوى كمسبحة
فرطت من اول تذكير
هو ذا ابي
يأتي كل صبحٍ يراود نفسه
يحاول ان يجاري الريح
يرسم في مقلتيه أنّات قلبه الجريح
يداعب بعض خيالات الذاكرة
هو ذا ابي
ولم يزل مثلما عاش عمره
يرتجي راحة البال
وسكنى القدر !!!
(2)
هو ذا أبي
شبيه جدي
لوحة جدارية محكمة الألوان
هو اول الفكرة من بقايا إنسان ...
متعب طوال اليوم في الليل يعانق النوم
يعلك ما تبقى من ذاكرته
يسابق الاضواء تغادر النجوم
يرتاح قليلاً
ثم ينام
(3)
هو ذا أبي
والآن أعيشه في روحي
اداعب الان سيرته الاولى
والذاكرة الممزوجة بالدمعة...
وعتمة غارقة ورعشة شمعة
كم كُنْتُ أتمنى
كم انني الان احن للماضي
أتمنى ان تعود الان يا ابي
هو انت يا ابي !!
(4)
هو كبقية السيرة
في اول خطونا رسمنا المسيرة
افترشنا السماء أملاً
تعانقنا النجوم ...
تسألنا عما يفكر فيه الليلة ابي
فأبي هو تلك الروح الساكنة
هو تلك الأماكن
هو كان ولم يزل عندي كل الوجود
هو ذاك الحب الممتد بلا حدود
هو ذاك ابي
هو ذاك حبي!
