كائنٌ من عالَم .. قيد الإنقراض!!
عادل سعيد
لَم يَستفِدْ يوماً مِن وقتِ فراغِهِ
وقتِ فراغِهِ الذي يبدأ قبلَ أن يبتدِئَ الوقت
و ينتهي بعدَ أن ينصرفَ الوقت
رغمُ أنه مولعٌ بالحِكَم ( السّديدة )
و أمثالِ ( كليلة و دِمنة )
و سِيَرِ ( الأنبياء ) المفصولين من الخدمة
أمّا الدروسُ
فقد تعلّمَ منها الكثير
في سنيّ عُمرهِ المديد
إلاّ أنّهُ
غالباً ما يزجُّ بالمَقالِ
في غيرِ مقامِهِ
فحينَ يتعيّنُ عليهِ
أن ينبثقَ كنافورةِ ماء
يندلعُ كلهيب مُستعِر
و حين يتوجّبُ عليهِ أن يغنّي
ينهقُ مثلَ حِمار حَرون …
حتّى حينَ مات
لَمْ يتمدّدْ في تابوتِهِ
مثلَ ميّت مُطيع
بل انتصبَ مستغرِباً حشودَ المشَيّعِين
ثمّ توارى
و هو يحملُ تابوتَهُ ..
.. فوق ظَهرهِ !!