عاشقٌ من صوفٍ و ريش
علاء نعيم الغول
شكواي عالقةٌ بحلقي مثلما الموتى بذاكرتي الشبيهةِ بي أنا كالصوفِ
يغزلُني النهارُ لكي أصيرَ رداءَ ليلٍ مُتْرَفاً و تحيطُ بي فِكَرٌ تُعيدُ رداءةَ
الوقتِ الذي يغتالُني بصفاقةٍ و يقولُ لي كنْ جامحاً كالريحِ مختلفاً
بما تهواهُ و انسَ العابثينَ على طريقِكَ أيها الصوفيُّ سوف تكونُ أجملَ
حينَ تَلْبَسُكَ الحبيبةُ في شتاءٍ قارسٍ تلتفُّ في الدفءِ الذي يسري
بملمسِكَ القريبِ من الهواءِ و كنْ خيالياً لتفلتَ من شراكِ العابرِ المألوفِ
ما الدنيا سوى ما أنتَ تُحْرزهُ فلوِّنْ أيُّها المنسوجُ وجهكَ و البَسِ الريشَ
الثمينَ لكي تصيرَ قبيلةً من غير إسمٍ ناثراً ذهبَ الكلامِ على المُريدينَ
السكارى في بخوركَ أيّها المعروفُ بالتأويلِ فسِّرْ ما تقولُ لكَ الزنابقُ
و اقرأِ المكتوبَ في الشِّلْحِ الطويلِ تَرَ الحقيقةَ و هي تنهشُ ذكرياتِكَ عنْكَ
يا هذا الذي نسجت كازابلانكا خيوطَكَ في مساءٍ دافىءٍ لا تحْنِ ظهركَ
للمسافةِ و هي تُرهقُ كاهليكَ بكلِّ أسئلةِ المسافرِ و اجتهدْ في أن تكونَ
هناكَ أبكرَ كي ترى الشمسَ التي انتظرَتْكَ يا صوفيُّ يا عرَّابَ نفسِكَ
أيّ حبٍّ أنتَ تحملُهُ و توشكُ أنْ تبوحَ بهِ أمامَ محطةٍ متروكةٍ للراحلينْ.