دماغٌ عند محطة الغاز
علاء نعيم الغول
نتاشا
بيننا ما بيننا لا شيءَ يوقفُ ما يدورُ الآن
في رأسي مكانٌ بائسٌ هذا الدماغُ و مُجْهِدٌ ترتيبُهُ ليكونَ
أكثرَ راحةً فيهِ الجريمةُ و المُبَرِّرُ و الحروبُ و وردةٌ نبتاعها
للحبِّ تسكنهُ المخاوفُ و المغامرةُ التي لا تنتهي
و مدينتي ما مرةً فتشتُ ثم وجدتُها هي نحن و الغرباءُ
نحنُ و ضائعٌ دمُ مَنْ يناضلُ في شوارِعِهاالتي تبتزُّ فينا
الوقتَ و الحلُمَ البعيدَ و أنتَ يا وطنَ التراجعِ أينَ أنتَ و نحنُ
لسنا فيكَ لسنا منكَ نركضُ في اتجاهٍ لم يُحددْ في كتابِ الأنبياءِ
و بائسٌ هذا الدماغُ يصيبُني بالقهرِ أكثرَ ما أصابُ بنوبةِ
البردِ التي تنتابُ حارتَنا مراراً في التلافيفِ الدقيقةِ تختبي
نيَّاتُ هذا القلبِ تدفعني لأصبحَ قاضياً و منافقاً و مسالماً
و مُسَلِّماً بالأمرِ كي أصلَ المحطةَ أولاً و أدبرَ الغازَ الذي للطَهْيِ
يا وطني الصغيرُ و ما أُحبُّ و مَنْ لهُ في القلبُ شيءٌ آخَرٌ.
من مجموعة إلى نتاشا مع خالص الحب