بِطْعم الهيل
عادل سعيد
لا أثق بمُنبّه الساعةِ
كمُتعهدٍ وحيدٍ
لتسويق فَجرٍ مُهادن
يوقظُ الطاغيةَ
السجّانَ
لِصَّ الخُبزِ
نخّاسَ الثورات
حفّارَ القُبور
أجراسَ و مُدمِني الآلِهةِ
بل أثقُ بآخر حَكايا أمي
و أنا أتثاءب
حينَ تغطّيني بالليلِ
ثمّ تطفئ الخليقة
بعد أن تَدسَّ تحت مِخدّتي
فَجْراً ادّخَرَتْه في حصّالةِ طفولتها
يعلنُهُ ديكٌ باسل
يوقظُ زهرةً
نبتَتْ خلافَ أوامرِ البلدية
في شّقّ إسفلتِ رصيف مهجور
و يصفُّ أقداحَ الشاي
و ـ طِلْعتْ يا محلى نورها ـ
في صينيّةِ بائعةِ القيمر
و يدسُّ رغيفَ الخُبز الساخن
الذي انبثقَ من قلبِ أُمٍّ للتَو
في حقيبةِ ظهرِ التلميذ الذي
يسابقُ الضوء
كي يُدركَ خطّ البدايةِ المُراوغ
قبلَ أن يُغلِقَ حارسُ العتمةِ
بابَ المُستقبل