غرقُ المدينة
علاء نعيم الغول
نتاشا
عدتُ للزمنِ البعيدِ و عدتُ أبحثُ عن كلامٍ
كان ينفعُ للنهاياتِ الحزينةِ و البداياتِ الجريئةِ
رحتُ أنظرُ في سماءٍ كنتُ أعرفها
أفتشُ في الممراتِ التي حاولتُ فيها الاقترابَ
من المدينةِ معلناً أني أنا الباغي الذي قال الحقيقةَ
أنَّ بلدتَنا ستغرقُ لا محالةَ و الذينَ استأجروا
الأبواقَ للتنديدِ بالمُحْتلِّ كانوا كاذبين و يكذبونَ
و لا نزالُ كما ترينَ كفأرةٍ تجري كما يحلو لها
في غرفةٍ في السطحِ أحلمُ أن أرى نفسي
كما في هذه الصورِ القديمةِ يوم كنتُ مواطناً متفرغاً
متهيئاً لأصيرَ أفضلَ كل عامٍ و اكتشفتُ كم الحياةُ
مخادعاتٌ لا ترتبُ نفسها و تجيءُ مسرعةً كجديٍ هاربٍ
في السفحِ أبحثُ عن بقائي في الحياةِ بلا قيودٍ
أو شروطٍ بين نفسي و الذي أبغيهِ من عُمري الذي
يمتدُّ فيَّ كغابةٍ تتشابكُ الطرقُ الكثيفةُ
في مداخلها التي لم تعطني سبباً لأعبرَ آمناً.
من مجموعة إلى نتاشا مع خالص الحب