دمعة الأسطورة
عمر الصاوي
.
(لأننا يجب ألا ننسى، ففي مثل هذه الأيام سنة 2002 اقتحم الجيش الإسرائيلي مخيم جنين، وحدثت واحدة من أعظم ملاحم الصمود الأسطورية في التاريخ في التاريخ الإنساني.... مع الاعتذار عن قسوة المشهد، وقسوة القصيدة.. ولكننا يجب ألا ننسى!!)
.
هَجّ مني الشعر زي الطير
لما شبِّت نار علي الشجره
ضاقت الأحلام علي التفسير
ياتاريخ من أولك هجره
من يوميها ما انتهتش الهجره
.
نفسي أكتب شعر مش وَلْوَلَه
شعر يقدر ع اللي راح يجرى
.
نفسي أكتب شعر زي السحر
حلم تاني ما حلموهوش البنات
ياللي خالق دمعة المتنبي
خلي شعري قد لهفة قلبي
قبل ما تفرّقني ع العتبات
.
صوره جوه القلب مسطوره
مين حيكتبها.. ويكتبني
شعري ولاّ دمعة الأسطوره
التاريخ راجع يعذبني
كل شعر الدنيا ما بيغْني
لجل يوصف نار في قلب الأم
نار في قلب الأم جوه ضريح
صوتها يصْرخ: ع اللي ظلمك يا ابني
واما تسكت.. دمعها بيصيح
سكتوها.. فضلت النهنهه
ترعش الحلق اللي علي ودنها
حضن فاضي ساقطه فيه الدموع
حضن فاضي شايفه فيه ابنها
حضن فاضي شايفه فيه إبني
مين حيكتبها.. ويكتبني
.
نفسي أكتب شعر مش متورّط
في اللي طاير واللي قلبه مربّط
واللي ميت من عشر أجيال
لسّه قاعد جنبي مستعبط
لسّه بيني وبينه باتلخبط
حته مني هناك وحته هنا
لسّه بندوّر علي بعضنا
كل ما يدوّر علينا البوم
.... .... .... ..... ..... .... ....
من بعيد.. باحس وقت الهجوم
من ألم يفاجئني في الفقرات
وارتعاشه غريبه بين النجوم
(حتي لو يحصل في وقت النوم)
خيط يكهرب شرخ جوه القلب
في المكان مطرح ما كان ملحوم
والعرق ينزل يصُب.. يصُب
نوع غريب.. ماتشربوش الهدوم
.
نفسي أكتب شعر يقدر يزوم
شعر يقدر يبقي عند اللزوم
مهما كنت ومهما كان مأزوم
حته مني لسّه قادره تغني
للحبيب.. وتبلّغه عني
إني لا عايش ولا مرحوم
.
في المشاعر كنت انا المرجوم
في اللي راحوا كنت انا المتهوم
ياللي خالقني شفايف قلب
ليه ماخليتنيش حجر دبشوم
.
نفسي أكتب شعر يتفرتك
يبقي لقمه ويبقي نبله بأستك
حبه منه يطيروا ع الأغصان
حبه منه في بطانيه بلاستك
اعذريني يا بنتي لما لمستك
كل قصدي أشم فيكي الريحه
اعذريني يا بنتي لو بُستك
طمنيني إن نومتك مريحه
غمضيني عشان اشوف بوضوح
الابتسامه في العيون الجريحه
غمضي شباكك المفتوح
الابتسامه لسه فيها الروح
قاعده تِتَّوْلِت علي التسريحه
ولاّ قاعده في قلبي تتولت
بعد ما احتلتني واستولت
.
نفسي أكتب شعر يقدر يتَـبِّت
في الحقايق كلها.. ويثبِّت
كل معني في ضمير العالم
كل كلمه تمد وتنوّر..
شمس تطفيها إيدين بني آدم
.
نفسي أكتب شعر أوفي.. أتَمّ
من تراب بيسفلتوه بالدم
من شهيد عايم علي الزغاريد
من سما عايمه في قلب الأم
لو ملامحه ضايعه منه بعيد
تعرفه بالريحه لما تشم
.
نفسي أكتب شعر يقدر يغِير
من تراب بيعض في الجنازير
من بياده لما سابت أثر
فوق أديم الأرض مسحه العبير
من سرير طاير معاه السقف
من غرام بيسجلوه في الوقْف
من لعب أطفال في وسط الردم
من قمر واقع بيلحس جرحي
من قنابل قاعده تنزل وابل
نازله بتعض ف سنابل قمحي
مش مسامح
حتي لو حتسامحي
غير ما يرجع لي اللي مش راجع
في الليالي
بضحكتي
وملامحي
.
(من ديوان فلسطين في القلب 2002)