عبد الناصر الجوهري
سأُنْبِتُ منْكِ البلادَ!!
............................
لأنى أراكِ على صفحةِ النَّهر..
تبتسمين امتدادا
وسربُكِ ضمَّ تفاعيلَ ما للحنين ؛
ليأتىَ- سهوًا - إليكِ فرادى
لأنى رأيتُ شُجيْراتِ سُهْدكِ
تطوى السُّهادا
لأنِّى كرهتُ الرحيلَ،
وعشْقكِ ليس مزادا
لأنِّى وقلبى لديكِ
ولن أستردَّ الفؤادا
سأترك وجْدى غنيمةَ عشْقٍ ..
وأرهنُ حتى المدادا
أدثِّرُ حرفى بطيفكِ حين يعودُ؛
فرُدِّى إلىَّ البريدَ المُعادا
سأشهدُ يومًا عليكِ العبادا
فما ذنبُ قلبى؛
لأمضى حياتى
وفى العُمْر هجْرٌ
يطيل البعادا
سأنبتُ منكِ قصيدًا
ودارًا
وحلمًا جميلاً
تهادى
سأنبتُ خطَّاً كخطِّ استوائى
وأحشدُ صهْدَ الهُيَامِ
احتشادا
لأنى أذوبُ وقلبى المُعذَّبُ؛
ليس جمادا
فأنتِ لثمتِ عيونى
بحِضْن الأساطير يومًا
وكنا نطوفُ معًا نستقلُّ الجيادا
سأنبتُ من ذكرياتكِ ..
بحْرًا جديدَ العَرُوض،
وأسكبُ فيه جنونى
سينعقد الشِّعْرُ - فى خافقينا -
انعقادا
تجرَّعتُ وحْدى الهزائمَ؛
فلا تحسبينى سأمضى ابتعادا
سأنبتُ منْكِ البلادا
لأنِّى كتمتُ هواكِ؛
فما مُهْجةٌ للمجاز ..
(أبانتْ سعادا)!!