علاء نعيم الغول
حديثُ الليلِ و الليل
أنا الليلُ اقتربْ شيئاً لتسمعَ أنني
بدءُ الوجودِ و أولُ التاريخِ فيَّ تخلَّقتْ هذي الحكاياتُ
التي صارت أخيراً ما نراهُ و حينَ تعشقُ لا يريحكَ
غيرُ صمتي و اختفاءُ مدينةٍ بنسائها خلفَ النوافذِ
في ليالٍ لا تموتُ من التنهدِّ في صدورِ البائساتِ
و رغبةٍ لا تنقضي بالأمنياتِ أنا الذي لا بدَّ منه
لكي أظلَّ الغائبَ المأمولَ في أسماءِ من كتبوا رسائلَ
لا تُذيَّلُ بالحروفِ و نكهةِ النعناعِ في قبلٍ وراءَ ستائري
أنا واقفٌ بين الحقيقةِ و المخاوفِ و السماءُ أنا و أنجُمُها
البعيدةُ و هي تلمعُ مثلما القططُ الطليقةُ في خلاءٍ شاسعٍ
و يسيرُ ذا القمرُ الصغيرُ على شفاهي ناطقاً بحقيقةٍ
أخرى هو العرابُ يسحبُ نفسَهُ فوقَ الهواءِ
حبيبتي ما قالهُ الليلُ الطويلُ يقولهُ
لنكونَ فيهِ معاً كظلٍّ لا نغادرهُ و نبقى قاعَدَيْنْ.
من مجموعة حدث بعد نصف الليل