الرئيسية » » فى الحقيبة | عبد الرحمن تمام

فى الحقيبة | عبد الرحمن تمام

Written By Unknown on الأحد، 26 يوليو 2015 | 12:08 م

فى الحقيبة ..
عينُ الجميلة اليسرى و إزميل
***********************************
فى الباحة
حيث لا سقف في المعبد
يمنع نور الشمس من دفس المرارة
بركلةٍ
كنت أسلخ جلود الأرانب
و أفردها على الأسلاك لتجف
و الأحواض التى ملأتها بأمعاء الأغنام و أظلافها
يصّاعد البخار منها فيلضم مدينتين
و إلهين
و جرح قديم
هناك رأيته
يمسك مطرقة أمام الحجر
ثم يثبت إزميله تحت عظمة الكتف بقليل
و ..
ابتسم حتى بعق الدم
و سال على الخرطوش الذى يحمل اسم الملك !
( 1 )
لا أرتاح لفكرة البصّ على أحد
و لولا أن مباشر العمل أسكننى معه
فى المنزل
ما عرفت سره
النحات
الذى كلما مشيت على أطراف أصابعي
و راقبته من فُرجة في الغرفة
وجدته جالساً
و بين رضفتيه المضمومتين لصدره
وضع إزميله
و تبتل لإله غريب
ثم
يصب العسل على روث تمساح
و يعجنهما بيديه
و قدام تمثالها العاري
يجرّب عجينته بين فخذيها ..
و لا يرضى عن النتيجه !
( 2 )
أثداء مترهلة
بطن منفوخ
و خزف منحور بعرق الأصابع
و ......
" الجميلة التى أتت "
يفوح من كتانها الراتنج و اللوتس
عند العتبة
تركت كالربات القديمات ( مفتاحاً و عُقدة )*
و دخلت
قدماها تلطّان هواء البيت بالفحيح
خصرها كحقول الايارو
مثل جرادة مقدسة تدور
.........
............
_ ياصديقى
الواقعية بصقة مدينتنا الجديده
تلك التى تخونها النِسب
إن مر " أنوبيس " و حجل فى أرجائها
( 3 )
سأفتح فمى
فلا تحيات و لا صلوات
يا من ضربت بالطاعون و الحب
النتوء لى
و النون لك
ريشة " ماعت " غرستُها بيدي في الخراب
فامح من ألواحك سيرتى بلُعابك
مسيجةٌ بواباتك بالحرس و الأسئلة
و ما من تميمة علقتها في الرقبة
لدحر الشرور
" العفن
العفن
العفن
العفن
خرائى آكله " *.. و أنجو
صدقنى
فكلما طلّت الشمس من أُفقك
وجدتُ يداً تطفئها بالدم و ماء الجص
( 4 )
هراوات العامة و تراتيل الكهنة
تكنس في الخارج
البهجة و الحناجر المشروخة بالنداء
في الحقيبة
عين الجميلة اليسرى و إزميل *
و ..
أنت
تتعثر في ( تماثيل الأوشابتى )* الصغيرة
التى تهرب مثلك من البيت
لجبّانات البر !
قابضاً على جعران و حكاية
و تسأل :
هل يشرب الملح من ماء الجثث ما يكفي ؟
و لم الغربان فوق المذبحة
تطرش الطقوس ببطء
و تدهن الهواء بالنعيب ؟
حيث لا شمس تطلع
و لا شئ يركض إلا الأبابيلُ و حمحمة القيظ
و ابن آوى
الراقد فوق جبله
كعادته يا صاحبي
كلما قاومت خراباً و عجنت قلباً على مقاسك
يسرقه
و لا يفوت !
<<<<<<<<<< هوامش <<<<<<<<<<
& ( المفتاح و العُقدة ) : علامة عنخ ( مفتاح الحياه ) و علامة التيت ( عقدة ايزيس ) تميمتان مارسا دحو أعضائي بالهلاوس و الوخز . ربما أؤجل انتقامى منهما بالدلالة فى زمن آخر حين يمر ناقد بنيوي و نبَّاحو " فرويد " أترك فخاخى المنصوبة تلعق الأقدام .
& ( العفن ..... خرائى آكله ) : قراءة مدفوعة الأجر للفصل 199 من متون التوابيت و الفصل 51 من كتاب ( الخروج فى النهار ) ليست في صالح الراوى العليم و لا تدينه .
& ( العين و الازميل ) : لست بحاجة إليهما و لكن ربما ساعدانى لأُكمل الرحلة إلى مدينة جديدة هناك حيث أعمل صياداً و كلما أصطدت سمكة نقعتها فى غرائي اللزج و لن أتسائل عن قضيب " أوزير " المهضوم فى أحشائها فقط أمنعها من جر مراكب الشمس ليجد الثعبان ( عبب ) الذى حوله قراءُ غير نخبويين
لــ ( البُبُع ) فرصة لتخليص العالم !
& ( الأوشابتى ) : تماثيل صغيرة توضع في المقابر لتحمل عن المتوفي العناء إذا طُلب لأعمال السُخرة في العالم الآخر . تركت مناجلها و مجارفها فى المدينة بعد أن جزَّت الأبجدية و حملت فى سلالها نهوداً مبتورة و شقاف من حجر و نمس ملكى و باروكة شعر و روث تمساح ينفع كــ ( تحاميل مهبليه ) و قضيب مكسور و أشياء أخرى .


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.