" الرسالةُ رقم 2 "
.....
كنتِ ..
نعم كنتِ
كنتِ كل هذه الرومانسية التي لم أكتبها
واضعتُ العمرَ كله
وأنا احاولُ أن اقودَ دراجتي
دون أن أمسكَها بيدي ...
كنتِ الحُضن الذي طردني
والحضن الذي جمعني
وهذا الفراغ الذي ضاق بي
وهذا اللا شئ الذي لم أستطع أن أحتويه
كنتِ النداء الذي ليس له صدى
ولم يأتِ بكِ .....
لي
نعم كنتِ انتصاب الليل تحت أصابعي
كنتِ ألف لغة
للعصيان
وللتمني
وللمعاني التي تستدير
لا أعرف أولها
ولا آخرها
نعم كنتِ ..
كنتِ الألوان تبحثُ عن لوحةٍ تشكيلية
ولم أكن أبداً هذا الفنان التشكيلي
نعم كنتِ
كل هذا الظل الذي يسيرُ خلفي
وأنا أندفعُ فـ اتجاهِ شمسٍ تبلعُني
وكنتِ التي .. لا ظل لها .. تسيرُ تحت عواء الشمس .. ولم تقل تحبُّني
نعم كنتِ .....
كنتِ أنا
لا رغبة في أن تكوني
بل سطوة امرأةٍ في عُمق رجل حدَّ الغرق
به
نعم كنتِ .....
كنتِ لا ترتضين بحكم العبيد
مهما علت أثمانهم في سوق النخاسة
وكنتُ الذي
لم يعرف أبداً عصرَ النهضة
ولم أدرك أن الأرض تدور