أبعدُ تسألني
عماد الكيلاني
أبعدُ تسألني!
كأنك ما رأيتَ الخيل تصهلُ في الظلام
تصيح ذئاب الليل تنادي الغياب
ويسود في المكان فوضى عارمة
وأسراب من حمامات تودع دربها بانتظام...
وارتجاعات من الذاكرة والاغتراب
وحبكة حطّ أطرافها أناملُ تبني في سراب
كثيرة اوهامك يا فتى فَ كُفَّ عن الكلام!
أبعدُ تسألني!
أظلّ عندك معنى في تراتيل السماء
تبحث عن جواب مضت سنين بلا رجاء
نجوم تهاوت من عَلٍ فتدلّت في غواء
وليل لا يستكين فيه صوتٌ ولا نداء!
اضلعي صنعت جسراً لمن سيأتي
يحمل بين اصبعيه صورة بحبر المساء
وعلى كتفيه نعش رفيقه يغادر دون عناء!
أبعدُ تسألني!
أما يكفيك كل هذا التشرذم وكل الانطواء!
كم مرّة سألتني وكان مني نصح الانزواء!
تعلّيت وما اكتفيتَ وما ارتضيتَ الابتلاء!
فعلتَ كل ما ارتأيتَ وما ألفتَ إلا الاعتلاء!
والمساكين عصافير محبوسة بلا غطاء
رضينَ حبّات المطر ان تتجمع فوق غيمات المساء!
أبعدُ تسألني!