هذا الـ ..شهيد !!
عادل سعيد
بَهيّاً في ملصقكَ
تحيطك هالاتُ القدّيسين
شهيدَنا السعيد
تطلّ علينا
من الجدرانِ و الهواءِ
من هزائمٍنا و انكساراتِنا
من غرف النوم و غرفِ الإعدام وغرفِ الخرافةِ
شهيدَنا العزيز ــ على ماذا شهدتَ ـ !؟
ليس مهما اِن كانت شهادتُكَ
قد شيّدَت أبراجَ السعادةِ
على أنقاضِ تعاستنا
فالسعادةُ ترفٌ يُزيلُ النِعم!!
اخترعناك كي تتبخترَ بكَ امتُنا المجاهدةُ
بين الأمم!!
زوّرنا التاريخَ و الجغرافيا
و محونا تواريخَنا من أجلك
و رشونا الآلهةَ كي تكونَ كبيرَها
اخترعنا لميلادكَ يوما
و لموتنا كلَّ الأيام
و شهدنا أنكَ شهيدٌ قبلَ أن تولد
سيرتُكَ العاطرةُ في المدارسِ
و استأجَرْنا نجمةً
كي تضئ في العلمِ الوطني
كلّما ذُكِرَ اسمُكَ
نؤدّبُ من يخدشُ تاريخَك الناصع
و يَدّعي أنكَ كنتَ تغشُّ في الإمتحانات
و تسطو على دجاج الجيران
و أنكَ من غلمان الأزقة الخلفية
و ….... و ما لايقال !
عزيزي الشهيد
كُفَّ عن الشكوى رجاءً
لك أن تطمئنّ على مستقبلكَ
فقد ضاعفنا ( تقاعدكَ ) مئة مرّة
و شهِدَ سجنٌ انكَ كنت معتقلاً فيه
قبلَ ان تَنشَأَ الحُريّة
أبناؤكَ في المؤتمرات
و عمومتكَ و خؤولتكَ في الوزارات
سمّينا الشوارعَ و المدارسَ و الأبناء
و الهواءَ و الهباءَ … باسمكَ
و لطقمِ اسنانِكَ
و احذيتِكَ
و بيجاماتِكَ
و حفاضاتِكَ
أقمنا متحفاً وطنياً
لكِنْ
حذارِ حذارِ
من عود ثقابِ مُريديك الذي
لا يُطيقُ هبوطكَ الورقي
و ختاماً شهيدَنا المولَعَ بالملصقات
كلَّ عا ….. رٍٍ
و أنتَ شهيد !!