بداياتٌ نظيفة
علاء نعيم الغول
نتاشا
في بداياتِ المدينةِ كان يدعونا المؤذنُ للصلاةِ
أرى بعيداً مئذناتٍ عالياتٍ لا مكانَ هناكَ أقرب للسماءِ
و للإلهِ سوى المآذن كنتُ وحدي أصعدُ الدرجَ الطويلََ
و انتهي خلفَ الإمامِ بصوتِهِ و دعاءِ من يقفونَ خلفي
كان عمري وقتها ما شئتَ من وردٍ صغيرٍ بينَ أحجارِ
الممراتِ القليلةِ في الطريقِ و كنتُ أمسكُ مصحفاً
متأملاً فيما أراهُ بدأتُ أعرفُ عن نساءِ الأنبياءِ و كيف جاؤا
بالحقيقةِ يحملونَ وعيدَ خالقِنا و بشرى لم تُحَقَّقْ بعدُ
و الدنيا تسيرُ سريعةً و الآنَ لم تعدِ المآذنُ واضحاتٍ
بين أبنيةِ المدينةِ و المؤذنُ لا يزالُ كما سمعتُ نداءهُ
أيامَ كنتُ مناسباً للحبِّ و البحرِ الذي سمعَ ابتهالاتِ
الهواءِ و صوتَ من كانوا بقُربي طيبينَ و طائعينَ
و جاهزينَ لموتِهم من غيرِ خوفٍ أو قلقْ.
من مجموعة إلى نتاشا مع خالص الحب