اسئلة الحيارى
عماد الكيلاني
اسئلة الحيارى
وتسألني ما بالها رابضة في اجوائنا الهمومُ!
ما بالها تبكي كل ليلة في غفوتنا النجومُ!
ما بالها المتاعبُ كل يومٍ تزيدُ كما الغيومُ!
ما بالها الوجوهُ كلها انكسارٌ قهرٌ ووجوم؟
هل خبرتَ العلقمَ المرَّ مثلنا
ومضيتَ تبكي الليل تناجي القمر؟
هل بحثتُ في اعماقها الدنيا عن معنى القدر؟
هل عشت مقتنا حين كل شيء حولنا قد اندثر؟
هل تلفّحتَ اعتصار القلب آلاماً كلها سمومْ؟
وجعاً تمادى طويلاً في الشرايين كالأسى المكلومْ؟
قُل لي بربّك هل علمتَ كيف ينزل الغيثُ مهمومْ؟
كيف تعانق الروحُ أجواءها الأهاتُ وفيها تحومْ؟
هل مضى يومٌ عليكَ يا فتى دونما بكاءٍ أو عويل؟
ألا شعرتَ بقلبك المجروح يناجي المستحيلْ؟
فاللحظات تمضي بطيئاً والثواني مداها طويل؟
أما عشتَ لحظة كم يكون المظلومُ في الهوى ذليلْ؟
أما زلتَ ترضى أن تبقى ذليلاً كبقية الحيارى النفوس؟
وتطرق الأبوابَ تبحث عن ملاذٍ تكسر الصوت بالفؤوس؟
فما قدرتَ حتى لو ملأتَ القلب مداداً بالقيود أو التروس؟
كأنّ الفجر غائبٌ عنّا كأننا هُزِمنا في حربِ البسوس؟
ما بالها الدنيا وظُلاّمِها على قلوبنا الحيرى تدوس؟
ما بالها الاحلامُ تختفي من عمرنا كأن عمرنا منقوص؟