عمر الصاوي
الحداد
.
(النهارده عيد العمال, كل سنة وعمال مصر، والعالم كله، بألف خير)
.
مسحراتى وصنعتى حداد
يا مهوّن الليل والشقا يا رب
.
لو كان بينطق كان جاوبنى الجماد
ماضى الزمان كان الحديد له قلب
بيحس بالإيد اللى بتربّى
ويحن ليها زى إبن وأب
.
دار الزمان.. والدنيا قسّايه
صبح الحديد بيلاوع
ولا عمره بيطاوع
غير تحت عزم المطرقه والنار
.
مع صبر أرباب الهمم والعزايم
صبح الحديد شباك يلاقى حبيب
وكوبرى بين الضفتين مشدود
زى الوتر ع العود
في البرد يحكى ذكريات النار
.
صبح العرق قضبان سكك ممدود
وعجل على الوادى الأمين دوّار
.
وعمود ينادى عمود
طول الطريق بيونّسوا المشوار
.
يا سلك يا ممدود بطول النيل
بين البلاد بتبلّغ المراسيل
ولاّ بتنسى عشان بقينا كتار
.
يا رب صلّى وسلم ع النبى المختار
وعلى نبيك داود إمام الحدادين
اللى جعلت الحديد ما بين صوابعه يلين
وجعلته آيه فى الكتاب تجمَعنا
.
ولو حياتنا ليل نهار فى النار..
يوم القيامه حندخل الجنه
بإذن العليم
.
صبرنا ويا الشقا ..
والفجر بيشقشق
علشان حديد سور الجنينه يورّق
زي الغصون ويفتح النوار
.
يا عزم قلبى .. ولاّ عزم إيديا
يا حدادين إمتى العرق كان ميه
أنا اللى ماشى أنادى ع النايمين
بين الحوارى سمعت بعينيا:
مقبض حديد ع الباب
وحِدوه مبريه
وإبره جُوّه الدرج مرميه
.
وسلسلة بحَّاره
دارت علـى كل الموانى
ورجعت الحاره
ع الكوم مصديه
.
وسيف حزين
كان فى ميدان عابدين
مش باقى منه إلا حبة رنين
وكلمه حماسيه
.
وتروس قديمه نايمه وسط الخُرده
بصيت عليهم قالوا: بنشَبِّه
كنا فى بيتك ساعه ومنبه
.
بالطبله دقه وبقلبى دقه
ياللى سامعنى ما تقولش لأ
.
يا رب إجعل ضميرى وصوتى زى بـلال
غنـوة محبـه وأمـل بتجمّــع العمـــال
بين الدخان والعرق والصهد قلنا يا رب
هوّن علينا الشقا.. وارزقنا رزق حــلال
.
اصحى يا نايم
رمضان كريم
.
(من ديوان المسحراتي 1987)