عادل سعيد
هذا الليل
ـــــــــــــــــ
الليلُ
الليلُ النشيطُ الّذي
يُنادمُ السيدَ الرئيسَ في البيتِ الأبيض
و يشربُ الفودكا مع دُبّ الكريملن
يراهنُ مع السيّد بيرلسكوني
في روليت بيع الأرضِ الى مِجرّةٍ آبِقة
و يشتري برتقالَ الدمِ من مُستَوطنٍ في فلسطين
يسرقُ الماسَ من مناجِم افريقيا
و يُصفَّقَ طويلاً في مسارحِ برودواي
يرقصُ مع المُحتَفِلين بالعامِ الجديد
و يهيلُ سوادَهُ على صباحاتٍ ابتكرها فتيلُ شمعةٍ عاشقة
يتآمرُ معَ اللصوصِ وهم يُخطّطونَ لسرقةِ بَنكِ الحريّة
و يرافقُ قَوّادَ الحداثةِ في مُجونِ عَليّة السلَفِ الطالِح
الليلُ الذي يقراُ البيانَ الأول
في خِطّة انقلابِ ضُبّاطِ قَصرِ البدوِ الغائرينَ من مضاربِ مستقبلِنا
و يشحذُ السكاكين
في مَذابحِ بلادٍ تنقرضُ بين نهرين
يدفنُ العراقَ
في المقابر الزاحفةِ من سقيفة قسّ بن ساعدة
و يرشُّ الكيمياءَ
على الأطفالِ الكُرْد
و يعلّقُ قمصانَهم على حيطانِ الإستِنكار
يَسطو على قوافلِ الإغاثة
و يبكي مع الجياعِ
في الصومالِ
الليلُ الذي يُعربدُ في مسارحِ برودواي
و يَتعرّى بالِعقالِ وهو يقودُ الغِلمان
في قصورِ بُداةِ النّفط
و رحلاتِ الحَجِّ الى تايلاند
الليلُ المتعهّدُ الأبديّ الذي يزوّدُ الزنازين
و قلوبَ العصافيرِ و المشردين و المحكومين بالإعدام
بحصص الرُعبِ اليومية
الليلُ الذي يَشنّ الحروبَ مع الجنَرالاتِ
و يقودُ ـ داعشَ ـ الى حقولِ الرّقاب
يتوعّدُ الموائدَ التي لمْ تُولِمْ للذئبِ
و يوزعُ الدموعَ على الأمهاتِ المحذوفاتِ من حِصصِ تموين الفرح
الليلُ الذي يُصلّى خلفَ عمامةٍ عاهرة
و يَزني مع القَسّيس فوقَ الصّليب
الليلُ الذي يفتحُ النارَ على القصيدة
قبلَ هبوطِها في قلبِ شاعر
و يجلدُ الأغنيةَ على صليبِ الفتوى
قبلَ أن ترسو في قلبِ عاشق
الليلُ الذي اعتادَ ان يَنسفَ كَرْكَرةً
تبعثرتْ في رصيفٍ عاق
جاورَ ـ خطأً ـ شارعاً مقدّساً
........
الليلُ الذي يعودُ
تَعِباً
ًثَمِلا
كي يطرقَ بابَ فندقِ الفجر
لا يجدُ البابَ عادةً
و لا الفندقَ
و لا الفجرَ
فيُطلقَ النارَ على قمرٍ يرتابُ في ضوئِهِ
و ينامُ
في نفسِهِ