الرئيسية » » الدمع و الدم | عبد الرحمن الطويل

الدمع و الدم | عبد الرحمن الطويل

Written By Unknown on السبت، 25 يوليو 2015 | 11:44 ص

الدمع و الدم

وَعدُ الأحِبّة بالإخلافِ منسوخُ .:. و عقدُهُم بمتينِ الصدِّ مفسوخُ

و الشوقُ مِنِّيَ مبذولٌ لحضرَتِهِم .:. بذلَ الفروضِ لها بالشرعِ تَرسيخُ

أفدي بروحيَ إلفًا بعضُ بهجتِهِ .:. كُلُّ الرخاءِ الذي تحكي التواريخُ

أراهُ و البدرَ هذا ثَمَّ مُكتملٌ .:. و ذاكَ في قُبّة العلياءِ ممسوخ

ما زارني طيفُهُ إلا فزعتُ لَهُ .:. و انتابني رهبةً للحُسنِ تدويخُ

و حلَّ بي فرحةُ الرؤيا و حُزنُ نوًى .:. أصابَها مِنهُ تخليطٌ و تلطيخ

محا محاسنَها و استلَّ نُضرتَها .:. و رضَّ عزمَ فُؤادي فهْوَ مرضوخُ

يعومُ في السُّهدِ لا يُرسي بمَهجعةٍ .:. بساعدٍ عظمُهُ باليأسِ مشروخُ

و الليلُ يمتدُّ و النومُ العزيزُ جفا .:. و الناسُ مَوْتَى و كِرشُ الصمتِ منفوخ

حتى يُفاجئَهُ تكبيرُ مئذنةٍ .:. و الصبحُ مِن جنبات الليلِ مسلوخُ

يُمسي و يُصبحُ جافِيهِ مُعذّبُهُ .:. كما جفا حاضرَ الأيامِ تاريخ

و أصبح العُرْبُ بينَ المجدِ مُنقلبًا .:. بعيدَ غَيْبٍ كأنَّ المجدَ مرِّيخ

و بين ذكراهُ تَحني شُمَّ أظهُرِهِم .:. كأنَّ ذكراهُ في الأذهانِ توبيخ

ما للسعادةِ عن أوطانِنا عقُمَت .:. و للمصائبِ تلقيحٌ و تفريخ

الدمعُ و الدمُ تلخيصٌ لقِصّتنا .:. و ما سِوى ذاك تفصيلٌ و تأريخ

و اليأسُ صبَّ سيولًا في أباطحِنا .:. منها لآمالِنا جَرفٌ و تجويخُ 

فالقدسُ يشكو ظلامَ الأسر مسجدُها .:. و للعواهِل سمعٌ عنه مصموخ 

و ناظرٌ غضَّ عن عيثِ اليهودِ بها .:. هدمٌ و طردٌ و تهويدٌ و توسيخ

و الشامُ فاق عديدَ الساكنينَ بها .:. قذفُ الصواريخِ تتلوها الصواريخُ

رُحماك ربي بأطفالٍ بها يَتِمَت .:. أودى طفولتَها قتلٌ و تفخيخ

و أخلدَ الدمعَ في دُرِّيِّ أعيُنِها .:. تشويهُ خَلقٍ و تشييبٌ و تشييخ

و مصرُ في فتنةٍ عمياءَ آخرُها .:. في الغيبِ قد عُلقَت منه الشماريخُ

لم يبقَ فيها شرابٌ غيرُ مُنكدرٍ .:. و لا طعامٌ بغير الحُزنِ مطبوخُ

و تونسٌ و الطرابُلسانِ و اليمنُ الـ .:. ـسعيدُ كلٌ بمُر الدمعِ منضوخُ 

و القومُ فوضَى كأنَّ الجِنَّ مسَّهُمُ .:. و العقلُ هاجرَ و الآراءُ بطّيخُ

أمست تلافِزُهُم مِن قُبح قِيلهمُ .:. مثلَ المراحيضِ فيها الرأيُ مجخوخ 

يبغونَ حلًا و حبلُ الشملِ مُنتشرٌ .:. و كيف حلٌ لقومٍ أمرُهُم بُوخُ 

أبدت عيونُهمُ عند التصالحِ ما .:. أخفت قلوبُهمُ فالصلح مفسوخُ

و لم تعُد فُسحةٌ في الدهرِ تنظرهم .:. فإن يُفيقوا فإنّ الروحَ منفوخُ

و إن تظلَّ بوَهدِ الغيِّ نُجعتُهُم .:. ففي الهلاكِ لهُم غوصٌ و تسويخ 

و في القيامةِ تأتيهم إفاقتُهُم .:. و للقيامة في الأرواحِ تصخيخُ



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.