البكاءُ على قبرِ (الخليل بن أحمد)
.............................
لأنَّ (الخليلَ ) عزيزٌ لدينا
ففى شوْقنا
لا نملُّ الحنينا
لأنَّ الخليلَ أعاد اكتشافًا لنبْر القريض
وأهْدى الأراجيزَ كنزًا ثمينا
ومهما تمرُّ السنونُ
ففى حضرةِ العشْقِ؛
كيف هَدَى الوالهينا؟
أُخِذْنا لفتوى (السقيفةِ) فى بيْعةٍ
لا تردُّ خُطى الشاردينا
ومازاد فى الهجْر طيرُ القوافى
أُخِذْنا بما ليس فينا
فمن قبْله قد عشقنا
تراثَ التفاعيل ،
والأقدمينا
ونعشقُ (بصْرتهُ ) فى العَشِيَّاتِ؛
مذْ أصبحتْ عيرُ ذاكَ الحُداءِ..
مع النازحينا
وما شيَّعتْه قصورُ (الرشيد)،
فما قد نعتْه سوى
دمعةٍ للعَروض
تُهدَّدُ من سلْطةِ المارقينا
وما صدمتْهُ اختراعاتُ تلك البلاغةِ..
لكنَّ قد نازعتْهُ هنا
قسوةُ الجاحدينا
لأن القصيدَ وبالٌ علينا
نُطاردُ.. كالمجْرمينا
فليس بشيخ شيوخ المقابر،
أو طبلةً
فى يدى الجاهلينا
فليس لدينا سواهُ إمامًا
وما قد عرفنا سواهُ
رحىً ،
أو طحينا
ولو حافرٌ واقعٌ
فوق تلك الحوافر..
دومًا أراهُ يفكَّ اشتباكًا،
وغيظًا دفينا
ولىْ شرفٌ فى ديار الفصاحةِ،
أو فى حِمَى الناظمينا
وهل لا تُقاسُ المعانى
سوى بالقطيعةِ ؛
لو قد أقمنا هنا خيمةً ،
أو عرينا؟
وليس يعيب القصيدُ
قدومَ دخيلٍ عليه؛
فما قد أساء سوى الغافلينا
وما النثرُ شيخُ الحداثةِ..
أفْتى بسوق (عكاظ)،
ولا نحن من أجله
صيَّرتنا الخُطى
تابعينا
على القبر أبكى ،
ويبكى معى قبرُ ذاك الحبيبِ..
حزينا
فليس فقيهٌ لدينا
سوى مُلْهمِ العازفينا
ولو فى المهالكِ خُضْنا ؛
نموت كرامًا،
شامخينا !!