الرئيسية » » جهرة الشوق | عبد الرحمن الطويل

جهرة الشوق | عبد الرحمن الطويل

Written By Unknown on الاثنين، 13 يوليو 2015 | 3:55 ص


جهرة الشوق
نَاجِ مَن تَهْوَى و إن لَمْ يَسمَعِ إنَّما فِي القَلْبِ حقُّ المَسْمَعِ كَم مُنَاداةٍ عَلَى إِسْمَاعِها لم تُصِبْ أنَّاتُها قلبًا يَعي رُبَّ شَوقٍ طَائِرٍ فِي لَيْلَةٍ بَدرُها في أُفْقِها لم يَطْلُع بَالغٌ قَلْبَ الحَبِيبِ المُرتجَى وَصْلُهُ أو عَائدٌ بِالمَطْمع فَالْتَمِسْ صِدْقَ الصَّبَابَاتِ التي إن تُلامِس قَلْبَ صِدْقٍ تَجمعِ و ابْعَث الشَّوقَ وَ حَمِّلْهُ بما صُغتَ مِن أُنْشُودَةٍ أو مَطْلَعِ إنَّ بَعضَ الشَّوْقِ أَعْلَى جَهْرةً مِن خَطِيبٍ في البَرايَا مِصقعِ أبَلغَ القَوْلَ مَدَارَاتِ العُلا بينَ أْسْرَاب النُّجوم الطُّلَّعِ فاروِ آذَانَ السَّراةِ اللُّمَّعِ بالحنينِ الشَّاعِر الشَّادي النَّعِي و إذا مَا هَوَّنَ الأَمْرَ فَتىً قُل لَهُ يا صَاحِبي لم تَلْتَعِ إنَّ عَيْنَ الصَبِّ مِن أَحزانِهِ
رُبَّما تبْكِي و إِن لَمْ تَدمعِ حدِّث النَّفْسَ بِما لم تَسْمعِ إنَّ ذا خيرٌ لها مِن مَفجَعِ و اطْوِ تذْكارَ الجِراحَاتِ اتي لم تَزعْ شَوْقَ الفَتَى أوْ تَنْزعِ إن تُطِعْك النَّفسُ تُسْلِمْكَ و إن تَعْصِ تُؤْلمْك بما لَم تَصْنع إنَّ جُرحَ القُدسِ فِي القَلْبِ لَهُ ألفُ طعَّانٍ و ألفا مَوضعِ جالَ فِيها الدَّهرُ حَتَّى أَوْسَعَت ريبُهُ مِنهَا الذي لَمْ يُوسَعِ فابْكِ للأَقْصَى و إِن لم تَدْمعِ و اصْطَرِخْ آهَاتِ قَلبٍ مُوجَعِ تَسْكُنُ الأسوَارُ وَ الحَارَاتُ في جَوْفِهِ رَغْمَ ابتِعَادِ المَوْقِع و المَزَاراتُ الَّتِي لَم تمَّحِي و المَنَارَاتُ الَّتِي لَم تركَع و المَحَاريبُ الَّتِي تَرنُو إلى الْ بيت رنْوَ المُسْتَغيثِ المُفْزَعِ رَنْوَ مُشتاقٍ إلى أَحْبَابِهِ آدَهُ الشَّوقُ لِيومِ المَجْمَع و التُّرابُ العسجديُّ المُشتكِي مِن خُطا أقدامِ مُحتلٍّ دَعِي و النَّسيمُ الحَامِلُ الذِّكرَى إِلى مُهجةِ النَّائِي و قلبِ المُدَّعي نادِم القلبَ و إن لمْ يَقْنعِ و ارْتَضِ الصَّبرَ و إن لَم يَنفعِ
واسرِ في الأَحْلام وَ القَ المُرتجَى و اروَ مِن كَأسِ الوِصَالِ المُترَع و ادْخُل القُدسَ و زُر أركانَها و إن اسْطَعتَ البَقَا لا تَرجِعِ ثُم عَرِّج نَحْوَ أرضٍ غضَّةٍ حُسنُها في غَيرِها لَمْ يُجمع أرضِ أمْلاكٍ و أعْلامٍ علَوْا ذاتِ مَجْدٍ عَبْشَمِي أرفعِ فاهنَ في الزَّهْراءِ مِنها و ارْتَعِ و اثوِ فِي الحَمْراءِ منها و اربَع و انتَجِعْ في قَصْرِ إشبيليَّةٍ و الْقَ فِي روْضَاتِهِ ما تدَّعي تلْكَ أَحْلامِي و آمالي و لا عَيْشَ لِي إلا بأَن تَحْيَا معي إن تَكُن وَعدًا فَحَسْبِي أن أفِي أو تكُنْ غيْبًا فحَسْبي أن أعي و غدًا يَأتِي زَمانٌ بَعْثُهُ بَعْثُ آمَالِ الهَوَى مِن مَصْرعِ إن يُطِل صبرًا فإني موقنٌ أنَّهُ حَتْمٌ و إِن لَم يُسْرعِ


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.