ليتني امنع نفسي. ...
ليتني أستطيع أن أنام مبكراً
وأصحو مبكراً و أذهب الى العمل ...
بشهية مفتوحة ونهمة ..
وأكف عن شراء الصحف والمجلات
بمواد مواضيعها الرديئة
وأقلع عن ترقب البرامج الثقافية الشحيحة
وسط سيل القنوات الغث
ومتابعة الأخبار في الجزيرة والعربية
على مدار الساعة
وأقلّلُ من صداع رأسي
و لا ألتفتُ في عصر الهواتف الذكية
وشبكة الإنترنت المنصوبة
الى المكتبة القريبة
التي استنفذتْ جيوبي وأثرتْ عقلي
بالكثير من الهلوسة ..
و لا تهمني آخر إصداراتها ..
ولا تستدرج ولعي عناوينها
حين أمرُ في محاذاتها
ولا أجلس للنقاش كل يوم
مع الأصدقاء اللدودين ،الذين تعودوا أن يأتوني
بالأحداث الطازجة ،والنقاشات الساخنة
والخوض في غمارها ،وبدون توقف ..
و امنع نفسي المدمنة ليلة واحدة
حتى اخفف من الإجهاد
الذي يلوح طافحاً في شكلي ولوني
كلما وقعتْ عيني على وجهي في المرآة ..
عن فتح جهازي المحمول
والدخول في متاهات عالمه
حتى فجر كل يوم ..
و أكون كهذا الصديق القريب
الذي يأتيني للنوم أحياناً
ولا يكاد ينطرح على فراشه
وهو يستمع الى حديثي حتى اكتشفُ بأنني
كنتُ أتحدث إلى نائم قد ذهبَ في سبات
من وقت طويل ..
وعند استيقاظه في كل مرة
يجدني مازلت عاكفاً على السهر ..