الرئيسية » » في المـــنزل القــــــديم | عمر أبو الهيجاء

في المـــنزل القــــــديم | عمر أبو الهيجاء

Written By Unknown on الاثنين، 27 يوليو 2015 | 4:19 م

في المـــنزل القــــــديم
في المنزلِ القديم/ هناك قُربَ التلِّ كنتُ أوزعُ أحلاماً على المارة وأحتفظُ بحلمٍ واحد.. واحدٍ فقطْ صراخي الأوَّلُ في مهرجانِ الحياةْ في المنزلِ القديم/ ننامُ في حضنِ الشجرة و نطلقُ من أعشاشِ الصدرِ عصافيرَ لم تزل مصابةً بالطيران في المنزلِ القديم/ ما زلنا دراويش
نُحبُّ القناديلَ في الجدارِ
والسجاجيدَ المعلقةَ قُربَ الشباكِ الخشبيِّ
نُحبُ أسئلةَ الصغارِ قبلَ النومْ
كنا نُجالسُ العتمةَ طويلاً
نُوَلّي الوجوهَ شطرَ القمر
القمرِ الناعسِ في زحامِ الليلِ
نقرأُ معنى الحزنِ في ترابِ البدنِ
نغني تراويدَ الجدّاتِ
ونمعنُ في عزلةِ الجسدِ في إناءِ الأرضِ
في المنزلِ القديم/
كنا طفارى في سيادةِ الحياةِ
نرسمُ بيوتاً من قرميدٍ
لا نسكنُها
ونطيّرُ أحلاماً
في فضاء المدافنِ
وننامُ بلا أجنحةٍ
في المنزلِ القديم/
كنا ندفنُ أوجاعَنا في ترابِ الروحِ
ندخلُ مُدَرَّبينَ تماماً
كي نسرحَ في براري الحريةِ
نلوذَ بالأناشيد
نهتفَ بملءِ الأختامِ المُحَبَرةِ
على ملابسِنا الداخليةِ
نهتفَ لوطنٍ تقاسمتْهُ الحروبُ.
هنا في المنزلِ القديم/
أمامَ المنزلِ
نعاقرُ ريحاً باردةً
والحياةُ مُجَرَدُ غيمٍ فاسدٍ
في تلالِ الكائنات.
تمرُّ بنا/
على سبيلِ القولِ..تمرُّ أرضٌ
لم تزلْ في أوَّلِ الروايةِ عذراءَ
أرضٌ لم يَمْسَسْها حبيبٌ
أو نكبةُ زلزالٍ
تمرُّ بنا في المنزلِ القديمِ
حكاياتُ خيامٍ وأصدقاءُ طبيعةٍ
ناموا في حقلِ الرياحِ
ناموا طويلاً
تركوا لنا مغازلةَ البيتِ
ومدناً لم ننلْ منها غيرَ حُلمٍ مجزوءٍ.
أيتُها المدنُ المُعتلَّةْ
مرةً أخرى تخذُلُني عند بابِ الليلِ
خطايَ وهي تأخُذُني إلى حدائقِ الذاكرةِ
نحو بيوتٍ راقصةٍ في ممراتِ الطفولة
أنا "حزنُ يعقوبَ" وأحزانُهُ
لما تفيضُ عيناهُ بالدمع
وأنا لا بيتَ لي..
وكلُّ العواصمِ تَجْدُلُ لحمي
على مَفْرَزِ النهار.
ها أنا أنادي عليَّ في المنزلِ القديم
وأمضي إلى آخرِ الصوتِ
وأظلُّ أردِّدُ صدى صوتي
كي أوقظَ النومَ في الميتين
وأوقظَ الترابَ في البيت
وأوقظ رقصةَ الدراويش.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.